كشفت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، أن الجزائر ستشهد قريبًا تدشين واحد من أقوى المباني الحديثة في البلاد، يتمثل في المقر الجديد لوزارة السكن، الجاري إنشاؤه بمنطقة دالي إبراهيم بالعاصمة.
هذا الصرح الهندسي الفريد الذي تتولى إنجازه شركة البناء الصينية العملاقة CSCEC يجمع بين الإبداع المعماري والتقنيات الهندسية المتطورة لمقاومة الزلازل.
وسيكون المبنى الجديد معلمًا عمرانيًا بارزًا، بفضل خصائصه الاستثنائية. فهو مكون من برج مركزي بارتفاع 26 طابقًا، مدعوم بمبنيين جانبيين من تسعة طوابق لكل منهما، بالإضافة إلى مبنى مستقل مخصص للمؤتمرات من ستة طوابق.
وقد تم تصميم البرج على شكل حرف H لتوفير أكبر قدر من الإضاءة الطبيعية، بفضل الجدران الزجاجية الزرقاء التي تغطي قمته وجوانبه.
وقد أنجز الهيكل الخارجي للمبنى بالكامل، فيما تسير أعمال التشطيب بوتيرة متسارعة استعدادًا لتسليمه في غضون أربعة أشهر. في الوقت الذي يواصل العمال تنظيف الأرضيات المزينة بنقوش فنية دقيقة، ويقوم المهندسون بتجربة الأنظمة الذكية التي تم تركيبها داخله.
ويتميز هذا الصرح باعتماده على تقنيات صينية حديثة في مجالات التكييف الهوائي، أنظمة التحكم في الدخول والخروج، وكافة المعدات الإلكترونية الذكية، ما يجعله من أكثر المباني تطورًا في الجزائر والمنطقة المغاربية.
من أبرز خصائص المبنى الجديد قوته الخارقة في مقاومة الكوارث الطبيعية، حيث صمم وفق المعايير الصينية الصارمة للبناء المقاوم للزلازل، مما يجعله قادرًا على الصمود أمام هزات أرضية تصل شدتها إلى 8 درجات على سلم ريختر. وهي المرة الأولى التي يتم فيها تطبيق مثل هذه التكنولوجيا المتقدمة في الجزائر.
وترى وكالة شينخوا ، أن هذا المجمع الجديد يرسخ مكانة الجزائر كدولة تواكب التطور العمراني العالمي، مشيرة إلى أنه يشكل معالم جديدة إلى جانب مقام الشهيد وجامع الجزائر الأعظم، في رسم أفق حديث للعاصمة.
هذا المشروع، إلى جانب مطار الجزائر الدولي الجديد وجامع الجزائر، يعكس متانة التعاون بين الجزائر والصين ويؤكد دخول الجزائر مرحلة جديدة من التحديث والبناء القوي والمستدام.