تقرير: السجون الفرنسية تحت سيطرة العصابات

الجزائرالٱن _ تحولت السجون الفرنسية إلى ساحات فوضى وسط تصاعد الهجمات المسلحة على الحراس وانتشار التهريب، مما جعل السيطرة على المعتقلين شبه مستحيلة، وفق تقرير نشرته صحيفة “التايمز”.

التقرير كشف أن سجن لافارليد بالقرب من ميناء تولون على البحر الأبيض المتوسط كان مسرحًا لهجوم خطير حين توقفت سيارة بيضاء أمام البوابة الرئيسية وقفز منها رجل ملثم بملابس سوداء، فتح النار ببندقية هجومية مخترقًا الجدران المعدنية والسياج الأمني، في واقعة وثقتها كاميرات المراقبة وانتهت في ثوانٍ معدودة.

الهجوم على سجن لافارليد لم يكن معزولا، إذ شهدت إحدى عشرة منشأة سجنية أخرى حوادث مشابهة خلال ثلاث ليالٍ متتالية، في ما اعتبرته السلطات رداً عنيفاً على خطة حكومية جديدة لعزل كبار تجار المخدرات داخل أقسام خاصة، بهدف حرمانهم من إدارة شبكات الجريمة من داخل الزنازين، مستلهمة النموذج الإيطالي في التعامل مع زعماء المافيا.

وتبنت جماعة تطلق على نفسها اسم “الدفاع عن السجناء الفرنسيين” هذه الاعتداءات، وهي مجموعة مجهولة يشتبه المحققون في ارتباطها بعصابات المخدرات، لاسيما مافيا “دي زد”، التي تنشط بشكل رئيسي في مرسيليا

ونقلت صحيفة التايمز عن أحد حراس السجن قوله إن الرسالة التي حاولت العصابات إيصالها واضحة: “لا نمانع دخول السجن، لكن لا تمنعونا من ممارسة أعمالنا وكسب المال”، مما يعكس حجم النفوذ الذي بات يتمتع به بعض السجناء.

من جانبه، قال ديديي دوشيرون، الحارس المتقاعد الذي قضى 38 سنة في إدارة أخطر المعتقلين، إن استهداف السجون كان مسألة وقت نظراً للموارد الضخمة التي تسيطر عليها شبكات الإجرام، مضيفًا أن عزل زعماء المخدرات ضرورة ملحة رغم تعقيدات التواصل الحديث وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي.

التايمز أشارت إلى أن نقابات الحراس دقت ناقوس الخطر، متحدثة عن تهديدات بالقتل تطال الموظفين، ونشر عناوين منازلهم على تطبيقات مشبوهة، إضافة إلى إحراق سياراتهم وتهديد أسرهم، في ظل اكتظاظ خانق بسجون يفوق عدد نزلائها ثمانين ألفًا رغم أن طاقتها الأصلية لا تتعدى 62 ألفا.

كل ذلك يجري بينما يحاول 30 ألف حارس فقط فرض النظام، وسط مشهد يوحي بأن السجون باتت ساحة مفتوحة أمام العصابات أكثر من كونها أماكن للعقاب أو الإصلاح.