في واقعة عنصرية بغيضة بفرنسا، كشفت صحيفة France bleu عن تعرض امرأتين جزائريتين، لاعتداء عنصري وحشي في مدينة جويه لي تور، بإقليم أندر ولوار، خلال شهر أفريل الجاري، وسط صمت رسمي مخز واستهتار مفضوح بالقيم الإنسانية التي تتغنى بها باريس.
وكانت الضحيتان، البالغتان من العمر 37 و46 سنة، حسب الموقع ذاته في طريقهما إلى مواعيد طبية عندما تعرضتا لمضايقة لا مبرر لها من طرف عائلة فرنسية تتكون من رجل وامرأة ومراهق.
وقد بدأ الحادث بتوقف بسيط لتفقد خدش طفيف في مرآة سيارة، قبل أن تتحول اللحظة إلى كابوس دموي عندما حاصرت سيارة المعتدين الضحيتين وانهالوا عليهما بوابل من الشتائم العنصرية الفجة، أبرزها عبارة “ارجعوا إلى بلدكم أيها العرب القذرون”.
الاعتداء لم يتوقف عند الكلمات السامة، بل تطور إلى عنف جسدي همجي، حيث قام الرجل بدفع إحدى السيدتين بعنف، ولما حاولت الدفاع عن نفسها، تدخل المراهق بإمساكها من عنقها وإسقاطها أرضا، بينما تولت المرأة الأخرى صفعها والاعتداء عليها. أما الضحية الثانية، التي حاولت توثيق الجريمة عبر هاتفها النقال، فقد تعرضت بدورها لاعتداء عنيف عندما حاول المراهق انتزاع الهاتف منها بالقوة في محاولة يائسة لطمس الأدلة.
وقد وصف المحامي كولين فيرغيه، الذي يتولى الدفاع عن الضحيتين، الاعتداء بأنه تم بسرعة ووحشية مخيفة، مشددا على أن الطابع العنصري كان حاضرا بوضوح لا لبس فيه.
وتأتي هذه الجريمة العنصرية المروعة في وقت تتصاعد فيه بشكل خطير موجة الكراهية ضد العرب والمسلمين في فرنسا، بينما يواصل الإعلام الفرنسي والسلطات تجاهل هذه الانتهاكات أو التقليل من خطورتها، في تناقض صارخ مع ادعاءات حقوق الإنسان والمساواة.
ويكشف هذا الاعتداء الجبان مجددا زيف الشعارات الفرنسية ويؤكد أن الجزائريين مستهدفون بحقد استعماري دفين لم تستطع فرنسا التخلص منه رغم مرور عقود على استقلال الجزائر . وأن العنصرية طبع قذر يسري في اغلب دماء الفرنسيين الحاقدين.
@ آلاء عمري