آخر الأخبار

الجزائريون عبر مواقع التواصل: شعب يحب رئيسه

شارك

في مشهد نادر واستثنائي في عالم السياسة، عبر الجزائريون عن مشاعر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحول وسم “ما تروحش للعراق” إلى ترند وطني واسع، شارك فيه الملايين من المواطنين الجزائريين، معبرين عن خوفهم الصادق على حياة الرئيس عبد المجيد تبون، ورفضهم القاطع لسفره إلى العراق الشقيق لأسباب أمنية، بعد أيام فقط من تلقيه دعوة رسمية لحضور القمة العربية المقررة منتصف ماي المقبل في العاصمة العراقية بغداد.

ولم يكن هذا مجرد هاشتاق عابر، بل كان صرخة حب ونداء من القلوب قبل العقول، يعكس علاقة غير تقليدية بين شعب ورئيسه.

ففي زمن تتعدد فيه الخيبات الشعبية من الحكومات، وتسجل نسب عزوف قياسية عن الانتخابات في بلدان كثيرة، نجح الرئيس عبد المجيد تبون في أن يزرع بذور الثقة، ويرويها بحضور قوي وقرارات جريئة ومنطق يوحي بأن الرجل ليس مجرد مسؤول، بل مواطن قبل أن يكون رئيسا.

لم يختر الجزائريون حب الرئيس تبون من فراغ. فالرجل منذ توليه الرئاسة رفع لواء السيادة الوطنية، وتحدث بلغة يفهمها المواطن البسيط.

واقترب من الشباب، والفئات الهشة وانتصر للحقوق الإدارية ودافع عن الذاكرة، وواجه ضغوطا خارجية دون أن يساوم على كرامة الجزائر وأطلق مشاريع اقتصادية رائدة.

وفي كل مرة يظهر فيها، يتحدث بلهجة صادقة، بعيدة عن التعالي، محملة بحس شعبي واضح، حتى ملامحه وتعبيراته لا تخلو من إشارات الطمأنينة، وكأن الشعب يلمح في عينيه صورة الأب الحامي لا الزعيم المتسلط.

وقد أطلق الجزائريون عليه بكل عفوية لقب “عمي تبون”، وهو تعبير محلي عميق الدلالة، يحمل في طياته الاحترام والقرابة والدفء. و”عمي” في ثقافتنا الجزائرية ليست مجرد كلمة، بل هي نداء يمنح لمن يكبرنا سنا ونحترمه كأنه فرد من العائلة.

وعندما يطلق الشعب هذا اللقب على رئيسه، فإن ذلك يعني أنه دخل القلوب بصدق، لا عن طريق السلطة ، بل عبر المحبة والقبول. وقد عبر الرئيس نفسه عن تأثره بهذا اللقب، الذي أثلج صدره وأشعره بالقرب من أبناء شعبه.

وما حدث مع وسم “ما تروحش للعراق” لم يكن إلا تجسيدا لهذه العلاقة الفريدة. وشعب يطلب من رئيسه أن لا يعرض نفسه للخطر، لا لأنهم يخشون الفراغ السياسي فقط، بل لأنهم يحبونه فعلا، ويتمنون سلامته كما يتمنونها لأقرب الناس إليهم.

في المقابل، تظهر لنا تجارب دول عديدة أن الشعوب في بعض المناطق تتمنى رحيل حكامها، وتتظاهر ضدهم، وتهتف بسقوطهم. هذا الفارق الجوهري يضع التجربة الجزائرية في خانة خاصة، ويجعل من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ظاهرة سياسية وشعبية قل نظيرها في العالم العربي.

لقد كسب الرئيس تبون قلوب الجزائريين، لا عبر الوعود فقط، بل من خلال المواقف والتجسيد الفعلي لتلك الوعود، والنبرة والصدق. فصار حب الجزائريين له جزءا من وجدان وطني جديد، يتشكل ويكبر في ظل تحديات جسيمة، تواجه الجزائر.

@ آلاء عمري

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا