آخر الأخبار

تقرير دولي يكشف "النهج المثالي" للسياسة الخارجية الجزائرية

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ في تقرير حديث صادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، تم تسليط الضوء على النهج الذي تتبعه الجزائر في سياستها الخارجية، والذي وُصف بأنّه “مثالي” من ناحية المبادئ، لكنّه يحد من قدرتها على بناء علاقات ثنائية مستقرة مع العديد من الدول. التقرير، الذي نُشر في مارس 2025 ضمن سلسلة Strategic Comments، أكد أن الجزائر تلتزم بشكل صارم بالمبادئ التقليدية مثل احترام سيادة الدول ورفض الدبلوماسية التي تعتمد على تبادل المصالح. هذه المبادئ قد ساعدت الجزائر على تعزيز مكانتها في الساحة الدولية، لكنها في المقابل تقيد قدرتها على تطوير علاقات متينة مع بعض الدول.

التقرير أوضح أن الجزائر حققت نجاحات كبيرة على المستوى متعدد الأطراف في السنوات الأخيرة، حيث عززت وجودها في المنظمات الدولية. ومن أبرز الأمثلة على ذلك انتخاب دبلوماسي جزائري في فيفري 2025 كنائب لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، إضافة إلى حضور الجزائر الفاعل في مجلس الأمن الدولي. هذه النجاحات تُظهر قدرة الجزائر على التفاعل مع العالم على مستوى متعدد الأطراف، مما يعزز من سمعتها ومكانتها الدولية.

لكن، على مستوى العلاقات الثنائية، يشير التقرير إلى أن الجزائر تواجه العديد من التحديات. فمنذ فترة، شهدت الجزائر توترات متزايدة مع بعض الدول، حيث تم قطع العلاقات مع المغرب، وتقلص التعاون مع إسبانيا، بالإضافة إلى تراجع نفوذها في مالي. أكثر من ذلك، شهدت العلاقات الجزائرية-الفرنسية تدهورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث وصلت إلى أدنى مستوياتها.

وفقًا للتقرير، يكمن السبب في هذه التوترات في المبادئ الثابتة التي تعتمدها الجزائر في سياستها الخارجية. فعلى الرغم من أن هذه المبادئ تمنح الجزائر احترامًا في المنتديات الدولية، إلا أنها تجعلها أكثر ترددًا في الدخول في تحالفات أو بناء علاقات دبلوماسية تقوم على تبادل المصالح. ويتجلى ذلك في تفضيل الجزائر لسياسة عدم الانحياز وعدم الانخراط في تحالفات حصرية، وهي سياسة تزيد من احترامها في المحافل الدولية، ولكنها في ذات الوقت تحد من قدرتها على المناورة في العلاقات الثنائية.

إحدى أهم النقاط التي أشار إليها التقرير هي أن الجزائر تستمر في التمسك بمواقفها الراسخة التي تضمن لها احترامًا عالميًا، لكن في الوقت نفسه، تُعيقها هذه المبادئ في تطوير علاقات متوازنة ومستدامة مع بعض الدول التي قد تكون بحاجة لتعاون أكبر في عدة مجالات.

المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، والذي تأسس في 1958 ومقره في لندن، يُعد من أبرز مراكز الفكر العالمية المتخصصة في القضايا الأمنية والسياسية. ومن خلال إصدار تحليلات دورية، يسعى المعهد لتوجيه صنّاع القرار والدبلوماسيين حول التحديات التي يواجهها العالم في مختلف المجالات، ويشرف أيضًا على تنظيم مؤتمرات استراتيجية مرموقة مثل “حوار المنامة” و”قمة شانغريلا”.

شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا