فقدت الجزائر أحد أعمدتها الاقتصادية، برحيل الحاج حميطوش لونيس، مؤسس شركة “صومام”، عن عمر ناهز التسعين عاما، بعد مسيرة مميزة زاخرة بالعطاء والإنجازات التي سطرت اسمه بحروف من ذهب في سجل رجال الأعمال الوطنيين المخلصين.
ولم يكن الفقيد مجرد رجل أعمال، بل كان حاملا لمشروع وطني كبير آمن من خلاله بقدرة الجزائر على النهوض بإمكاناتها الذاتية، رافضا منطق الاتكال على الخارج.
ففي عام 1993، أطلق حميطوش لونيس شركته “صومام” من بلدة أقبو بولاية بجاية، لتتحول من مشروع متواضع إلى واحدة من أبرز الشركات الرائدة في الصناعات الغذائية على مستوى القارة الإفريقية.
وبفضل رؤيته الثاقبة وعزيمته الصلبة، استطاع أن يصنع من “صومام” قصة نجاح جزائرية ملهمة، ارتكزت على الجودة، الابتكار، والتمسك بالهوية الوطنية.
والشركة التي بدأت بخط إنتاج بسيط، أصبحت اليوم فخر الصناعة الوطنية، وحازت على شهادات وجوائز محلية ودولية، ما جعلها نموذجا يحتذى به في الريادة الاقتصادية والتنمية المستدامة.
ولم يكن الحاج حميطوش مجرد رجل أرقام، بل كان رمزا للصدق والاجتهاد والإيمان بأن الاستثمار في الوطن هو أعظم أنواع الاستثمار. وقد ظل حتى أيامه الأخيرة متابعا لشركته، داعما لشباب الأعمال، ومؤمنا بأن الجزائر تملك من الكفاءات ما يكفي لتكون قوة اقتصادية حقيقية.
وقد ترك الفقيد إرثا غنيا من الصمود والكفاح سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة. رحم الله الحاج حميطوش لونيس، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه جميل الصبر والسلوان.
@ آلاء عمري