آخر الأخبار

شهادة من "داخل الحظيرة" تفضح هيمنة المغرب على الكاف بالرشوة والزواج والولاءات

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ عندما تأتي الشهادة من الداخل، لا يبقى مجال للتأويل أو الإنكار. سعيد الناصيري، الرئيس السابق لنادي الوداد البيضاوي، لم يكن مجرد شاهد عابر، بل كان لسنوات أحد خدام منظومة المخزن، قبل أن ينطق أخيرًا بما كان يُدار في الكواليس: “ الكاف كانت تُدار من الرباط، لا من القاهرة، ولقجع كان الآمر الناهي.”

في جلسة محاكمة فجّرت الكثير من المسكوت عنه، صرّح الناصيري أمام القضاء المغربي أنّ السلطات أمرته بتحضير زفاف رئيس الكاف السابق أحمد أحمد، مع توفير فيلا فاخرة له، لأنّه سيتزوج مغربية. لم يكن الزواج بريئًا ولا شخصيًا، بل صفقة مخزنية صريحة تهدف إلى ربط رئيس الكاف بشبكة النفوذ المغربية.

وأضاف أنّ اقتناء سيارة فاخرة لأحمد أحمد لم يتم إلا بموافقة من السلطات في المغرب، ما يؤكد أن ّ لقجع لم يكن مجرد إداري، بل قائد شبكة ولاءات إفريقية عابرة للحدود، تشتري النفوذ بهدايا وهبات وعلاقات.

ما كنا نردّده لسنوات عن رائحة الفساد التي تزكم الأنوف في دهاليز الكاف، جاء اليوم من شاهد من أهلها. لم يعد بإمكان الإعلام الموالي أو الجهات المتواطئة دفن الحقيقة: الرشوة، النفوذ، التزوير، وتوجيه الكاف حسب أجندة سياسية مغربية، كانت ولا تزال واقعًا مرًّا. والناصيري قدّم الدليل الصادم من عمق “الحظيرة” التي طالما تغنّى بها المخزن.

الأدهى من كل هذا، أنّ لقجع، وبعد أن استنفد دوره في استغلال أحمد أحمد واستهلك رصيده، كان أول من سارع إلى التخلص منه، بمجرد أن فاحت رائحة فساده. لم يكن ذلك سوى خطوة ضمن خطة أكبر: إحلال واجهة جديدة أكثر طواعية، وأقل فضيحة، وهكذا جاء باتريس موتسيبي إلى رئاسة الكاف، رجل أعمال ناجح ظاهريًا، لكنّه في نظر الكثيرين ليس إلا “دمية” تُحرّك بخيوط مغربية خالصة، ويكفي أن نلاحظ استمرار النفوذ نفسه، والسياسات نفسها، والولاءات ذاتها.

في النهاية، لا يمكن اختزال فساد الكاف في شخص أو اثنين. إنّها منظومة كاملة جرى بناؤها بدقة على مدى سنوات، تقوم على الزبونية والرشوة والزواج السياسي وشراء الذمم. لكن هذه المنظومة نفسها، بدأت اليوم في الانكشاف، ولقجع صار في عين الإعصار.

فقضية “إسكوبار الصحراء”، التي تلاحقه كظل ثقيل، ليست ملفًا جنائيًا فقط، بل مؤشر على عمق الفساد والتواطؤ الذي تم تمريره تحت عباءة الكرة، والرياضة، والعلاقات الإفريقية. وقد يتحوّل هذا الملف إلى القشة التي تقصم ظهر الرجل الذي ظن أنّه فوق المساءلة.

والآن، وقد فُضِح ما كان يُحاك، فالكاف تحتاج إلى أكثر من إصلاح: تحتاج إلى ثورة حقيقية، تُطهّرها من نفوذ المخزن ومن بقايا المشروع السياسي الذي حوّل الكرة الإفريقية إلى مسرح دمى.

لقجع يترنّح… والسقوط

بات مسألة وقت.

شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا