آخر الأخبار

(مساهمة ) في ذكرى يوم العلم

شارك
مصدر الصورة
الكاتب: الأستاذ عبد العالي حساني شريف

الجزائر الآن _ تشكل ذكرى يوم العلم محطة بالغة الرمزية في ذاكرة الجزائرين لما تمثله من ابعاد قيمية وثقافية وهوياتية، لمشروع الإصلاح والتغيير، الذي صاغه رائد النهضة في الجزائر الشيخ عبد الحميد بن باديس لمواجهة مشروع الاستعمار المتكامل لطمس الهوية الجزائرية الاصيلة ووكانت ايضاً مقاربة لإعداد النشأ الصالح الذي يجعل من العلم قيمة عليا لبناء الإنسان وتحرير الأوطان.

ولذلك ثبت يوم العلم كموعد سنوي للتذكير بأن نهضة الشعوب تنطلق أساسا بالعلم والمعرفة وصيانة سيادتها بالفكر والوعي ومشروعها الحضاري المرتكز على القيم.

لقد جعلت الجزائر من هذا اليوم محطة للتأمل في المسار الذي تخطوه الأجيال نحو امتلاك أدوات المعرفة، وبناء الوعي الوطني، ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية. فالعلم لم يكن يوما ترفا، بل هو سلاح فعّال في معركة البناء والنهضة، تماما كما كان سلاحًا في مواجهة الاستعمار الثقافي والسياسي.

لقد مثل الشيخ عبد الحميد بن باديس رائدًا لمشروع إصلاحي شامل، وضع فيه العلم في قلب المعركة من أجل تحرير العقول قبل تحرير الأرض. رفع شعار “شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب”، وكرّس حياته لتعليم الأجيال، وبناء وعي وطني يرفض الجهل والخنوع، ويؤمن بأن النهضة الحقيقية لا تأتي إلا من الداخل، من خلال إحياء القيم، وتنوير الفكر، وتأسيس هوية متجذرة في الأصالة ومنفتحة على العصر.

ما يستلهم من مسيرة العلامة بن باديس من دروسً في النضال الفكري، والإصلاح التربوي، والوفاء للوطن. وهو الوفاء الحقيقي لتضحيات العلماء والمصلحين، والسير على دربهم، وترسيخ ثقافة العلم، والانفتاح على المعرفة الحديثة، وتحقيق السيادة العلمية والتكنولوجية.

في زمن التحولات الكبرى نحتاج الي تجديد المشروع الوطني للجزائر الصاعدة الذي كان ابن باديس أحد مؤسسيه على أسس فكرية قوية، يكون فيها العلم محورًا مركزيًا، والعلماء شركاء في صياغة السياسات، والتعليم أداة للتحرر والمعرفة، ومصدرًا للوحدة.

رحم الله الشيخ عبد الحميد ابن باديس الذي عاش للإسلام وللجزائر وورث مشروعا نهضويا أصيلا، وعلّم آلاف الجزائريين كيف يكون القلم سلاحًا، والكلمة موقفًا. والعلم مسارا للتحرر والصعود والازدهار.

شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا