الجزائرالٱن _ في خطوة تعكس إرادة سياسية واضحة لكسر حلقة المضاربة وضبط أسعار الأضاحي في السوق الوطنية، تقترب الجزائر من استلام أولى شحنات الأغنام المستوردة من أوروبا، تنفيذًا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الرامية إلى استيراد مليون رأس غنم تحسبًا لعيد الأضحى المبارك.
وتشير المعطيات إلى أن باخرتين محملتين برؤوس الأغنام أقلعتا من رومانيا نحو الموانئ الجزائرية، ومن المتوقع أن ترسوا مع نهاية الأسبوع الجاري أو مطلع الأسبوع المقبل كأقصى تقدير. وتعد هذه الشحنة الأولى ضمن سلسلة شحنات مرتقبة من رومانيا وإسبانيا، ستصل تباعًا إلى البلاد، في إطار خطة وطنية شاملة لضمان وفرة الأضاحي بأسعار تناسب القدرة الشرائية للمواطنين.
العملية، التي أسندت إلى المجمعات العمومية “أغرولوغ” بفروعه الثلاثة، بالإضافة إلى أحد فروع مجمع “مدار”، ليست مجرد صفقة استيراد موسمية، بل هي جزء من استراتيجية أوسع لمحاربة الممارسات الاحتكارية، وضمان توازن السوق الوطني، لا سيما في فترات الطلب المرتفع.
وحسب مصادر مطلعة على الملف، فقد تم إلى غاية الآن تجهيز 280 مركز حجر صحي موزعة عبر ولايات الوطن، وهي حصيلة مرشحة للارتفاع مع تقدم عمليات الاستيراد. وستُخضع رؤوس الأغنام المستوردة للمراقبة الصحية والأمنية من طرف المصالح المختصة، حرصًا على سلامة القطيع وصحة المستهلك.
اللافت في هذه العملية هو الطابع التنظيمي الذي يميزها، حيث سيتم توزيع الأغنام من مراكز الحجر إلى نقاط البيع المعتمدة بطريقة منظمة، تضمن سهولة التزود وتقلّص من فرص المضاربة.
ويبدو أن الجزائر، التي تعوّدت لسنوات طويلة على فوضى أسعار الأضاحي وغياب بدائل حقيقية للمستهلك، تسير هذا العام نحو مقاربة جديدة، تؤسس لتدخل أكثر فاعلية للدولة في تنظيم سوق الأضاحي، عبر أدوات عملية واستباقية، مدعومة بقرارات سيادية صلبة.