نائب فرنسي يفتح النار على روتايو: هل يسعى لتفجير العلاقات مع الجزائر؟

الجزائرالٱن _ في خرجة إعلامية جريئة، ألمح نائب في البرلمان الفرنسي إلى احتمال وقوف وزير الداخلية، برونو روتايو، خلف التوتر المتجدد في العلاقات بين الجزائر وباريس، متهمًا إياه بالسعي لتوتير الأجواء خدمةً لطموحات سياسية شخصية.

وقال إيريك كوكريل، النائب عن حزب “فرنسا الأبية”، خلال نزوله ضيفًا على برنامج صباحي بثته قناة “تي.أف.1″، إن توقيف موظف بالقنصلية الجزائرية في فرنسا لم يكن إجراءً بريئًا، بل خطوة كانت ستقود حتما إلى رد فعل جزائري.

وأوضح كوكريل: “حين تقدم على اعتقال موظف دبلوماسي، فأنت تدرك جيدًا أن الطرف الآخر لن يقف متفرجًا”، مشيرًا إلى أن الجزائر لطالما تعاملت بحزم مع مثل هذه التصرفات. وتابع: “يبقى السؤال مطروحًا، هل يحاول روتايو فرض سيطرته على الملف الجزائري؟ خاصة بعدما تم تهميشه قبل أيام؟”.

أصابع الاتهام تتجه نحو وزارة الداخلية

واتهم كوكريل، بشكل غير مباشر، وزير الداخلية الفرنسي بإشعال فتيل الأزمة، لكون التوقيف تم من قبل مصالح الأمن الداخلي، وهي هيئة تابعة مباشرة لروتايو، على حد تعبيره.

وتأتي هذه التصريحات في وقت كانت فيه العلاقات الجزائرية-الفرنسية تشهد نوعًا من الاستقرار النسبي، قبل أن تعود التوترات إلى الواجهة بعد توقيف أشخاص بينهم موظف قنصلي جزائري، في خطوة أثارت حفيظة الجزائر.

الرئيس تبون سبق وأن حذّر من “روتايو”

ويُذكر أن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، كان قد عبّر، في حوار سابق مع يومية “لوبينيون” الفرنسية شهر فيفري، عن تحفظاته تجاه دور مديرية الأمن الداخلي الفرنسية، الخاضعة لوزارة الداخلية، قائلاً: “كل ما هو روتايو، مشكوك فيه”، في مقابل إشادته بالتعاون مع مديرية الأمن الخارجي التابعة لوزارة الدفاع.

مناورة انتخابية؟

وفي ختام حديثه، عبّر كوكريل عن أمله في أن يتحرك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإعادة قنوات الاتصال مع نظيره الجزائري، ووضع حدّ لما وصفه بـ”التصعيد غير المبرر”، محذرًا من أن روتايو “يحاول استغلال الملف الجزائري لتحقيق مكاسب انتخابية، وفي مقدمتها الترشح للرئاسيات القادمة”.

للإشارة، عرف برونو روتايو بمواقفه المتشنجة تجاه الجزائر، خاصة منذ حادثة توقيف الروائي بوعلام صنصال في نوفمبر الماضي، حيث سارع إلى استغلال الحادثة لتأجيج الأوضاع، عبر ربطها بملف الهجرة غير الشرعية.