الجزائرالٱن _ في خطوة هامة للقطاع البحري الجزائري، جرى يوم الثلاثاء بميناء المرسى في الشلف تعويم أكبر سفينة صيد تم تصنيعها على المستوى الوطني، وهي من إنتاج جزائري بالكامل بكفاءات محلية. السفينة، التي تم تسميتها “زمالة الأمير عبد القادر” تكريماً لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، تمتاز بطول يصل إلى 42 مترًا وبنسبة إدماج وطني بلغت 85%.
يمثل هذا الإنجاز نقلة نوعية في مجال الصيد البحري، ويعكس إرادة الجزائر في تحقيق سيادتها البحرية وضمان أمنها الغذائي من خلال استغلال ثرواتها البحرية بشكل مستدام .
تُعتبر “زمالة الأمير عبد القادر” نموذجًا للإبداع التقني، حيث تم تصميمها وتنفيذها على يد المهندس سفيان موساوي وفريقه، ويُعتبر هذا المشروع بمثابة تحدٍ وطني يحقق مكاسب اقتصادية كبيرة. السفينة مجهزة بأحدث التقنيات التي تتيح لها العمل في أعالي البحار لمدة تصل إلى 45 يومًا متواصلة. وتبلغ سعتها الإجمالية 450 طنًا، وتتمتع بمحرك قوي تبلغ قوته 2500 حصان، وتعمل بطاقم مكون من 25 بحارًا. كما تحتوي على خزانات ضخمة للمازوت بقدرة 160 طنًا، و60 طنًا من الماء، بالإضافة إلى غرف تبريد بسعة 50 طنًا .
من المتوقع أن تبدأ السفينة “زمالة الأمير عبد القادر” مهامها الرسمية في ماي 2025، وستتمكن من الإبحار حتى السواحل الموريتانية، مما يعزز مكانة الجزائر في مجال الصيد البحري، خاصة في أعالي البحار .
وتُعد هذه السفينة جزءًا من خطة وطنية طموحة تشمل بناء 11 سفينة صيد أخرى، وذلك في إطار استراتيجية يرعاها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الإنتاج المحلي في قطاع الصيد البحري، تقليص الاعتماد على الاستيراد، وتحقيق الأمن الغذائي في هذا المجال الحيوي .
وأشار سفيان موساوي إلى أن دعم رئيس الجمهورية كان عاملًا حاسمًا في تحقيق هذا الإنجاز، مؤكداً أن الجزائر تمتلك الإمكانيات اللازمة من حيث الخبرات والمواد لتصنيع سفن تنافس المستوردة بتكلفة أقل بكثير. كما يحمل المشروع بُعدًا اجتماعيًا وتنمويًا من خلال توفير فرص عمل دائمة لعدد كبير من البحارة والتقنيين، ويعزز دور موانئ الجزائر كأماكن إنتاجية حيوية. كما يشجع هذا المشروع الشباب على الاتجاه نحو الحرف البحرية والمساهمة في الاقتصاد الأزرق، الذي يعد من أبرز رهانات المستقبل في العالم.