آخر الأخبار

صحيفة "ليمانيتي" الفرنسية:" باريس تتراجع نحو الشرعية الدولية في ملف الصحراء الغربية"

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ رأت صحيفة “ليمانيتي” الفرنسية أنّ زيارة وزير الخارجية جون-نويل بارو إلى الجزائر، والتي أعقبت مكالمة هاتفية جمعت بين الرئيس عبد المجيد تبون ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، تمثّل عودة واضحة إلى الدبلوماسية التقليدية بين البلدين، بعد أشهر من التوتر الذي غذّته مواقف وتصريحات متشنجة صادرة عن وزراء من الجناح اليميني في الحكومة الفرنسية، وفي مقدمتهم وزير الداخلية.

لكن الأهم، بحسب تحليل الصحيفة، لا يكمن فقط في شكل العودة إلى التواصل الرسمي، بل في مضمون تصريحات وزير الخارجية، خصوصًا تلك المتعلقة بملف الصحراء الغربية، والذي كان أصل الأزمة الأخيرة. فبارو، الذي أعاد التذكير بدعم بلاده لمخطط الحكم الذاتي المغربي، شدد في الوقت ذاته على ضرورة التوصل إلى “حل سياسي دائم ومقبول من الطرفين تحت رعاية الأمم المتحدة”.

هذا التوازن الجديد في الخطاب الفرنسي اعتبرته “ليمانيتي” بمثابة تراجع محسوب نحو الالتزام بالشرعية الدولية، بعد أن بدا خلال الفترة الماضية أن باريس تخلّت عن حيادها التاريخي في هذا الملف الحساس، ما أدى إلى استدعاء الجزائر لسفيرها سعيد موسي، الذي لم يُعيَّن خلف له حتى الآن.

وتؤكد الصحيفة أن تصريحات بارو خلال زيارته للجزائر ليست جديدة من حيث المضمون، لكنها تكتسب دلالتها اليوم لأنها تصدر عن القناة الدبلوماسية الرسمية وفي سياق واضح لإعادة ترتيب العلاقة، بعد أن ظلت هذه الأخيرة لعدة أشهر رهينة لتجاذبات داخلية وانتخابات محلية في فرنسا. وتشير “ليمانيتي” إلى أن وزير الداخلية، من خلال مواقفه المتشددة، دفع بالعلاقات الثنائية إلى نفق مسدود، في مقابل غياب وزير الخارجية آنذاك عن المشهد.

اليوم، تقول الصحيفة، تُستأنف المحادثات الرسمية بطريقة “هادئة وسلمية”، وهي العبارة التي اختارها بارو ليصف مستقبل العلاقة مع الجزائر، وذلك عقب لقاءاته مع نظيره أحمد عطاف، ثم الرئيس عبد المجيد تبون. وقد اتفق الطرفان على إعادة تفعيل آليات التعاون الثنائي في ملفات حيوية، أبرزها الأمن في الساحل، الهجرة، القضاء، الاقتصاد، والذاكرة التاريخية، بما في ذلك اللجنة المشتركة التي يرأسها بنجامين ستورا.

وتلفت “ليمانيتي” إلى أن هذا الانفتاح الفرنسي لم يأتِ من فراغ، بل فرضته تبعات الأزمة الدبلوماسية وتراجع الحضور الفرنسي في مناطق كانت تُعد تقليديًا ضمن نفوذها، لا سيما في الساحل. فباريس، تضيف الصحيفة، باتت تدرك أن الرهان على التصعيد والمزايدات السياسية الداخلية لا يمكن أن يؤتي ثماره في العلاقة مع الجزائر، خصوصًا حين يتعلق الأمر بملفات سيادية كالهجرة والذاكرة والاستقرار الإقليمي.

وإذا كانت مواقف وزير الداخلية الفرنسي وتلويح بعض الأصوات السياسية، مثل فرانسوا بايرو، بإلغاء اتفاق 1968 حول إقامة الجزائريين في فرنسا، قد غذّت التوتر خلال الأشهر الماضية، فإن خطاب بارو الأخير يشير إلى محاولة فرنسية لاستعادة التوازن، من خلال الاعتراف الضمني بدور الأمم المتحدة، والعودة إلى المرجعيات الدولية في معالجة القضايا الخلافية، وعلى رأسها الصحراء الغربية.

شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا