زغيب.. رائد صناعة البطاريات يعزز اقتصاد الجزائر بالابتكار

تبرز الجزائر في كل مرة، أنها دائما بحاجة إلى أبناءها من المتفوقين والعلماء، مهما ابتعدوا لطلب العلم ونيل أرفع الشهادات، والحصول على خبرات في مختلف المجالات، حيث فتحت أبوابها للبروفيسور كريم زغيب، أحد أقوى المتخصصين في مجال البطاريات والمعادن النادرة في العالم، ليقود تحولا كبيرا في قطاع الصناعة الوطنية.

هذا العالم الجزائري الذي أبدع في كندا، حيث أصبح من أبرز الأسماء في مجاله، يسعى اليوم إلى تطبيق تجربته في الجزائر، مستفيدا من الموارد الطبيعية الهائلة التي تمتلكها البلاد.

تجسدت خطوة الجزائر في ترحيب حار من قبل وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب الذي استقبل العالم يوم الأحد 6 أفريل 2025.

واللقاء كان محوريا، حيث تم بحث سبل تطوير صناعة البطاريات في الجزائر، والاستفادة من احتياطات الليثيوم والمعادن النادرة في المناطق الجنوبية.

زغيب، الذي يعتبر من رواد تطوير تكنولوجيا البطاريات في العالم، أكد أن الجزائر تمتلك “النظام البيئي” المناسب لبناء صناعة قوية ومنافسة في هذا القطاع.

وفي تصريحات له عبر الإذاعة الجزائرية، شدد زغيب على ضرورة تحويل المعادن في الجزائر بدلا من تصديرها خاما، مؤكدا أن تصدير هذه المعادن في صورتها الأولية يعد “خطا أحمر”.

وأضاف أن هذه الصناعة يمكن أن توفر فرص عمل كبيرة في البلاد، متوقعا أن يتمكن القطاع من توظيف ما لا يقل عن 100 ألف شخص.

علاوة على ذلك، طرح زغيب فكرة إنشاء “مدرسة للبطاريات وتحويل المعادن النادرة” لتأهيل الكوادر المحلية وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمواكبة التحديات الصناعية المستقبلية.

في هذا السياق، أكد العالم على أهمية استغلال التقدم التكنولوجي المحلي لتطوير صناعة البطاريات، مؤكدا أن الجزائر إذا قامت بتحقيق هذه الخطوات، ستكون قادرة على أن تصبح منتجًا رئيسيًا للبطاريات في السنوات المقبلة.

من الجزائر إلى كندا: مسيرة عالمية مشرقة

بدأت رحلة كريم زغيب العلمية من الجزائر، حيث درس وتخصص في علوم المواد، قبل أن يهاجر إلى كندا، حيث بدأت مسيرته المهنية تتخذ منحى عالميا.

وفي كندا أصبح العالم الجزائري أحد أبرز الخبراء في مجال البطاريات، وتمكن من تحقيق إنجازات متميزة، حيث حصل على أكثر من 1000 براءة اختراع في هذا المجال. بفضل أبحاثه وتطويره للتكنولوجيا المتعلقة بالبطاريات، حصل على لقب “ماستر البطارية” في كندا.

وفي عام 2023، أطلق زغيب مشروعا ضخما في كندا مع شركة Northvolt السويدية، حيث تم الإعلان عن استثمار بقيمة 7 مليارات دولار في مصنع لإنتاج البطاريات في مقاطعة كيبيك.

هذا النجاح الكبير جعل زغيب من أبرز الشخصيات العلمية في كندا، وكرس اسمه في مجال الطاقة النظيفة. ومع ذلك، لم ينس العالم وطنه الجزائر، بل قرر العودة ليقدم خبراته العلمية ويقود مشاريع استراتيجية تهدف إلى استغلال الثروات المعدنية الهائلة في الجزائر لتحقيق تطور صناعي كبير وتحسين وضعها الاقتصادي.

@ آلاء عمري