في تصعيد جديد ضد حرية التعبير والممارسة الدينية، شهدت جامعة ليون 2 الفرنسية حالة من التوتر بعد أن منعت إدارتها إقامة حفل إفطار رمضاني داخل إحدى قاعاتها، ما دفع مجموعة من الطلاب للاحتجاج عبر إغلاق الحرم الجامعي.
الحادثة بدأت حسب مقال لصحيفة le figaro، عندما أعلنت مجموعة من الطلاب عن تنظيم إفطار جماعي يوم 25 مارس في إحدى القاعات الجامعية التي كانت مشغولة منذ أيام من قبل تجمع طلابي.
غير أن هذه المبادرة جوبهت بقرار حاسم من إدارة الجامعة التي منعت إقامة الإفطار، ما أثار استياء الطلاب ودفعهم إلى اتهام الجامعة بانتهاك مبادئ التعددية والحرية الدينية.
ولم تتوقف ردود الفعل عند الطلاب، بل امتدت إلى مشهد سياسي متأجج، حيث دافعت بعض المنظمات الطلابية عن حق زملائهم في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية، ونددت بقرار الجامعة واعتبرته جزءا من عملية قمع ممنهجة ضد المسلمين.
من ناحية أخرى، باركت منظمة “UNI” الطلابية اليمينية القرار، معتبرة أنه انتصار ضد الإسلاموية في الأوساط الجامعية، في إشارة إلى موقفها المتشدد تجاه أي نشاط ذي طابع ديني في الجامعات، لا سيما وان كان إسلاميا.
وتفاقم التوتر عندما قدمت إدارة الجامعة اقتراحا بصياغة “ميثاق للعلمانية” بالتعاون مع الطلاب المحتجين، وهو ما رفض باعتباره خطوة تمييزية، تعكس نزعة متزايدة نحو فرض تصورات محددة للعلمانية تقصي المظاهر الإسلامية.
ووصل الاستنكار إلى حد وصف هذا الإجراء بالعنصري والإسلاموفوبي، ما عزز الغضب بين الطلاب.
وبداية من يوم الجمعة تشرح الصحيفة ذاتها، قرر عشرات الطلاب تنفيذ إضراب عبر إغلاق أبواب الحرم الجامعي احتجاجا على التضييق السافر على هويتهم الدينية، مما دفع الإدارة إلى تعليق الدروس في الفترة الصباحية. على أن تعقد جلسة نقاش يوم الإثنين لمناقشة الخطوات المقبلة، وسط انقسام متزايد بين من يدعم حق الطلاب المسلمين في ممارسة شعائرهم بحرية، ومن يصر على فرض تفسير أحادي للعلمانية يستهدف الإسلام بالدرجة الأولى.
@ آلاء عمري