الأحزاب الجزائرية تحذر من تهويد القدس

الجزائرالٱن _ دعا ممثلو فصائل فلسطينية وفعاليات سياسية وحزبية في الجزائر إلى ضرورة دعم الشعب الفلسطيني في معركته المصيرية ضد الاحتلال الصهيوني، لا سيما مع استئناف العدوان الأخير، محذرين من المخاطر المحدقة بالقدس الشريف والمسجد الأقصى نتيجة عمليات التهويد المستمرة في المدينة المقدسة.

حمس: “ضرورة توحيد الجهود لحماية الموقف الوطني”

وفي بيان أصدرته بمناسبة اليوم العالمي للقدس، الذي يتزامن مع الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، أكدت حركة مجتمع السلم أهمية توحيد الجهود بين مختلف مكونات الشعب الجزائري، سواء على المستوى السياسي أو المجتمعي، لتعزيز الموقف الوطني الثابت وتطوير آليات التعبير عن الدعم للقضية الفلسطينية.

وأبرزت الحركة، أهمية التصدي للمخططات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية وإضعاف المقاومة، التي تمثل خط الدفاع الأول عن الأرض والمقدسات، مشددة على أن هذه المقاومة تمكنت من قلب معادلات الاحتلال وإفشال مخططاته في التطبيع والتهويد.

كما نددت الحركة بحملات التشويه التي تستهدف المقاومة الفلسطينية ورموزها، مؤكدة استمرارها في دعم صمود الشعب الفلسطيني من خلال تنظيم وقفات تضامنية عبر مكاتبها الولائية.

حركة البناء: “القدس ستظل جوهر النضال الفلسطيني”

بدورها، نظمت حركة البناء الوطني وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني بمناسبة الذكرى المزدوجة ليوم الأرض، حيث أكد رئيس مجلس الشورى الوطني للحركة، نصر الدين سالم الشريف، أن “القدس ستظل جوهر النضال ضد الاحتلال، وأن محاولات تهويدها وتغيير معالمها لن تنجح في طمس هويتها الإسلامية والعربية”.

وأشار الشريف إلى تكرار الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى، في محاولة لفرض واقع جديد، إلا أن الفلسطينيين يواصلون الدفاع عنه بكل السبل الممكنة. كما شدد على أن القدس “ستبقى العاصمة الأبدية لفلسطين، وأن الحقوق الفلسطينية في الأرض والهوية غير قابلة للتفاوض أو التنازل”.

الجبهة الوطنية الفلسطينية: “يوم الأرض محطة نضالية ضد الاستيطان والتهويد”

وفي السياق ذاته، أكد ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في الجزائر، محمد الحمامي، أن يوم الأرض يمثل محطة نضالية تعكس رفض الفلسطينيين لكل أشكال الاستيطان والتهويد. وأشار إلى أن الاحتلال يواصل جرائمه دون أي رادع دولي، بينما تتعرض القدس لأخطر مراحل التهويد، بما في ذلك الحفريات تحت المسجد الأقصى ومحاولات تقسيمه زمانيًا ومكانيًا.

أكاديمي فلسطيني: “القدس روح الأمة والمساس بها اعتداء على هويتها”

من جهته، تطرق الأكاديمي الفلسطيني محمد رمضان الأغا إلى الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون في الضفة الغربية، من اعتقالات يومية وتوسع استيطاني إلى عمليات إعدام ميداني تستهدف الشباب الفلسطيني. وشدد الأغا على أن “القدس تمثل روح الأمة الإسلامية، وأي اعتداء عليها هو اعتداء على هوية الأمة بأسرها”.

حزب العمال: “عدوان غزة جزء من مخطط لإبادة الفلسطينيين”

أما حزب العمال، فقد عبر عن صدمته إزاء التصعيد العسكري في غزة، معتبرًا أن ما يجري يأتي ضمن مخطط أمريكي-صهيوني يهدف إلى إبادة الفلسطينيين من خلال القصف المستمر والحصار والتجويع والتهجير القسري. وحذر الحزب من أن الاحتلال يمضي في تنفيذ سياساته الإجرامية دون التزام بأي اتفاق لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن ما يحدث في غزة والضفة هو جزء من مخطط أوسع لتهجير الفلسطينيين وإحلال المستوطنين مكانهم.

وفي هذا الإطار، دعا الحزب السلطات الجزائرية إلى تعزيز جهودها السياسية والدبلوماسية لدعم القضية الفلسطينية، معتبرًا أن الأمر لا يتعلق بمجرد تضامن، بل هو مسؤولية أخلاقية وإنسانية تتطلب مواجهة المخططات الصهيونية والأمريكية التي تهدد استقرار المنطقة.

الجزائر تطالب بوقف العدوان وإنهاء الاحتلال

على المستوى الدبلوماسي، جددت الجزائر، في إطار الدورة الـ58 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، مطالبتها بوقف العدوان الصهيوني على غزة وإنهاء الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية. وفي بيان رسمي، أكدت الجزائر ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته القانونية واتخاذ إجراءات فعلية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه.

وأكد الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة بجنيف، رشيد بلادهان، أن الجزائر تدين بشدة استمرار الاحتلال في انتهاكاته ضد الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن الجرائم الصهيونية تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر الحصار والتجويع والتدمير والتهجير القسري.

واختتم بلادهان بالتأكيد على أن السلام الدائم والعادل لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، مع ضمان حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة وفق القرارات الدولية.