آخر الأخبار

"حق الملح".. عادة تسعد قلوب النساء بعد رمضان

شارك

مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك، تتجدد في الجزائر ومعظم الدول العربية عادة “حق الملح”، وهي تقليد اجتماعي يكافئ فيه الزوج زوجته على مجهودها الكبير خلال الشهر الفضيل، خاصة في تحضير الموائد الرمضانية التي تتطلب وقتًا وجهدًا مضاعفًا.

حق الملح.. عرف اجتماعي يعكس الامتنان

يقال إن أصل التسمية يعود إلى قدرة المرأة على تذوق الملح أثناء الصيام، إذ رغم مشقتها في المطبخ، تحرص على إعداد الطعام بمذاق متوازن.

ومع نهاية رمضان، يقدم الزوج لزوجته هدية رمزية، مثل قطعة ذهبية أو مبلغ مالي أو هدية قيمة أو بسيطة، تعبيرًا عن تقديره لمجهودها خلال الشهر الكريم.

في المجتمعات الجزائرية، تتفاوت قيمة “حق الملح” من منطقة إلى أخرى، فقد يكون خاتمًا من الذهب، أو مبلغًا ماليًا، أو حتى مجرد عبارات تقدير.

إلا أن هذه العادة، رغم رمزيتها الجميلة، تفتح باب الجدل حول الأدوار التقليدية للمرأة في المنزل، ومسألة اختزال جهدها في شهر واحد فقط.

رأي الدين الإسلامي في “حق الملح

من منظور إسلامي، يؤكد العلماء على أن مكافأة المرأة على جهدها أمر مستحب شرعًا، بل إن الإسلام يحث على تقدير الزوجة والإحسان إليها على مدار العام، وليس فقط في رمضان. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي” (رواه الترمذي).

وإن كان الشيوخ لا يرون لهذه العادة أصلًا شرعيًا محددًا، لكنها تندرج تحت باب العرف، طالما لا تتضمن إلزامًا شرعيًا أو مظهرًا من مظاهر الرياء.

والشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله، كان يؤكد على ضرورة التكريم المستمر للمرأة في الإسلام، وعدم حصر التقدير في عادة موسمية.

ولأن هذه العادة تأخذ بعدًا عريبًا إسلاميًا فقد افتى فيها مختلف شيوخ الدول الاسلامية، فمن جهته قال الشيخ يوسف القرضاوي، أن “حق الملح” عادة محمودة ما دامت لا تتحول إلى واجب شرعي يُلزم الزوج، فالإسلام يحث على الإحسان للزوجة طوال الوقت، وليس فقط بعد رمضان.

بين التكريم والتقدير المستدام

وبين من يعتبرها عادة جميلة تعكس الامتنان، ومن يرى أنها ترسخ لدور المرأة التقليدي، يبقى أن هذه اللفتة تدخل السعادة على قلوب النساء وتشعرهن بالاعتراف والامتنان من الآخر وتزيد من عطائهن في بيوتهن.

غير أن المطلوب هو تغيير النظرة المجتمعية بحيث يكون التقدير متواصلًا لتلك المرأة المتفانية في بيتها ورعاية زوجها وأبناءها طوال العام ولو ببضع كلمات طيبة تثلج صدرها وتهون عليها مشقة أعباء البيوت، لكن ذلك لا يعني إقصاء عدم شكر الرجل أو الأب الذي يحتاج هو الآخر بعض الامتنان على تعبه وتفانيه أيضًا في تلبية احتياجات بيته وتأمين قوته من باب أن الله يحب الشاكرين.

@ آلاء عمري

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا