آخر الأخبار

الحناء بالجزائر.. رمز للهوية والتراث الخالد في الأعياد

شارك

تعد الحناء جزءًا أصيلًا من التراث الجزائري، إذ تحمل في نقوشها وألوانها تاريخًا عريقًا يمتد عبر الأجيال، حيث ترمز إلى الفرح والبركة والجمال.

وعلى مر التاريخ شكلت عنصرًا أساسيًا في التقاليد الجزائرية، خاصة خلال المناسبات الدينية والاجتماعية، لتتحول من مجرد زينة إلى رمز ثقافي يحمل دلالات عميقة تعكس قيم المجتمع الجزائري وتاريخه العريق.

الحناء في الأعياد والمناسبات الجزائرية

تعتبر الحناء عنصرًا لا غنى عنه في الأعياد والمناسبات، حيث تقترن بأفراح الجزائريين منذ القدم.

ففي عيد الفطر وعيد الأضحى، تجتمع العائلات وتقوم النساء بوضعها على أيديهن وأقدامهن، تعبيرًا عن الفرح والتواصل مع الموروث الشعبي.

أما في حفلات الزفاف، فإن “ليلة الحناء” تعد من أهم الطقوس التقليدية، حيث تزين العروس يديها بنقوش مميزة في طقس احتفالي يعكس البهجة والفرح، بينما تتجمع النساء للغناء والرقص وسط أجواء احتفالية مميزة.

وللحناء مكانة خاصة في المناسبات العائلية مثل ختان الأطفال، حيث توضع على أيديهم كنوع من البركة والحماية.

كما أنها حاضرة بقوة في المولد النبوي الشريف، حيث تعطر الأمهات أيدي الأطفال بها وتوزع على الأقارب والجيران كتعبير عن الفرح بهذه المناسبة الدينية.

رمزية الحناء في المجتمع الجزائري

تمثل الحناء أكثر من مجرد زينة، فهي ترمز إلى الطهارة والجمال والحماية من الحسد والطاقة السلبية.

وفي التراث الجزائري، يعتقد أنها تمنح الحظ السعيد وتبعد الشرور، ولهذا تحرص النساء على استخدامها في اللحظات المهمة من حياتهن.

كما تحمل رمزية اجتماعية قوية، حيث تعبر عن الفرح والتلاحم العائلي، وتعزز الروابط بين الأجيال من خلال نقل تقنيات تحضيرها ونقشها من الجدات إلى الأمهات ثم إلى الفتيات الصغيرات.

الجزائر ومساهمتها في إدراج الحناء ضمن التراث اللامادي لليونسكو

إدراكًا لقيمتها الثقافية والتاريخية، سعت الجزائر إلى تسجيلها ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، وذلك في إطار جهودها لحماية تراثها الغني.

وقد جاءت هذه المبادرة بالتعاون مع عدد من الدول العربية، حيث تم الاعتراف بها كجزء من الموروث الثقافي المشترك الذي يعكس التقاليد والعادات الأصيلة.

هذا الإنجاز يعزز مكانة الجزائر كمصدر للحضارة والتقاليد العريقة، ويؤكد التزامها بالحفاظ على تراثها العريق وتوريثه للأجيال القادمة.

فالحناء ليست مجرد صبغة طبيعية، بل هي مرآة تعكس هوية المجتمع الجزائري وروحه الأصيلة، وستظل نقشًا خالدًا يحكي قصة شعب متجذر في ثقافته وتقاليده.

@ آلاء عمري

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا