آخر الأخبار

هكذا كانت الجزائر منارة للعلم قبل الاحتلال الفرنسي!

شارك

عندما نتأمل تاريخ الجزائر قبل الاحتلال الفرنسي عام 1830، نجد أنفسنا أمام حقبة زاخرة بالإنجازات العلمية التي تجعل كل جزائري يفتخر بجذوره.

والتاريخ قد كتب بماء الذهب بأن الجزائر كانت شعلة مضيئة في مجالات الطب والهندسة والعلوم، حيث أنجبت علماء برعوا في تطوير المعارف وأسهموا في الحضارة الإسلامية والعالمية.

الجزائر.. أرض العلماء والمفكرين

في العهد العثماني، كانت الجزائر من أبرز المراكز العلمية في شمال إفريقيا، وكانت تزخر بالمدارس والكتاتيب والجامعات، وأبرزها “الجامع الكبير” و”جامع كتشاوة” اللذان كانا منارات للعلم، يدرس فيهما علماء ذوو شهرة واسعة.

وكانت حلقات العلم تعقد في المساجد والزوايا، حيث يتوافد الطلاب من مختلف أنحاء العالم الإسلامي لنهل العلوم من أساتذة جزائريين برعوا في مجالات متعددة.

علماء الطب.. رواد العلاج والتشريح

لم يكن الطب في الجزائر مجرد مهنة بل علما متقدما، حيث تميز الأطباء الجزائريون بمعرفتهم الدقيقة بالأدوية والعلاج بالأعشاب، إضافة إلى عمليات جراحية متطورة في زمانها. من بين هؤلاء، برز اسم إبراهيم بن أحمد الثغري التلمساني وهو مدرسة الصناعة الصيدلية بالدولة الزيانية في القرن الرابع عشر الميلادي.

كما اشتهر الأطباء الجزائريون بعبقرية الأبحاث، مثل الطبيب محمد المشدالي، الذي وصفه المؤرخون بوحيد عصره وفريد دهره، وهو ينحدر من بجاية من أسرة كلها من أهل العلم، إلى جانب محمد السنوسي العارف بالطب والدين على طريقة ابن القيم الجوزية، وقد ألف رسالة من السيرة النبوية الطبية المتعلقة بالصحة البدنية.

وقد وصف بمتكلم شمال إفريقيا في القرن الخامس عشر، ويعرفه موقع ويكيبيديا بأنه الإمام أبو عبد الله السنوسي هو محمد بن يوسف بن عمر بن شعيب السنوسي ويلقب أيضا بالحسني نسبة للحسن بن علي بن أبي طالب من جهة أم أبيه، وهو تلمساني أيضا نسبة إلى بلدة تلمسان. وهو عالم تلمسان وصالحها وزاهدها وكبير علمائها ومن كبار المشهورين فيها، حتى قيل فيه “إن سمعته تغني عن التعريف به”.

وقد تميز الأطباء الجزائريون بتطوير المستشفيات الوقفية، التي قدمت العلاج المجاني للفقراء، مما يدل على التقدم الصحي والاجتماعي في البلاد.

الهندسة والعلوم والرياضيات.. إبداع سابق لعصره

أما في الهندسة، فقد برع الجزائريون في تشييد القلاع والحصون والجسور، حيث عرف المهندسون الجزائريون بدقة تصاميمهم التي قاومت عوامل الزمن.

ويشهد على ذلك قصبة الجزائر، التي تمثل تحفة هندسية إسلامية فريدة، وميناء الجزائر الذي صممه المهندسون الجزائريون بطرق جعلته من أكثر الموانئ أمانا في البحر الأبيض المتوسط.

كما كان علماء الفلك في الجزائر من الأوائل الذين استخدموا الأدوات الفلكية لحساب أوقات الصلاة ورصد حركة الكواكب.

ويكفينا شرفا أن أوروبا قاطبة تعلمت الحساب من الجزائريين، مثلما شرحه على صفحته في يوتيوب، الدكتور محمد دومير الفائز بجائزة نجوم العلوم.

الاحتلال الفرنسي.. محاولة طمس الهوية العلمية

عندما غزا الفرنسيون الجزائر، لم يكن هدفهم فقط السيطرة على الأرض، بل القضاء على هذه النهضة العلمية، حيث قاموا بتدمير المدارس والمكتبات، وأغلقوا الجامعات، وحاولوا محو ذاكرة أمة كانت تزخر بالعلماء والمبدعين. إلا أن الجزائريين لم يستسلموا، بل حافظوا على تراثهم العلمي سرا، مما ساهم في بقاء الروح العلمية حية حتى بعد قرن من الاحتلال.

الجزائر تستعيد مجدها العلمي

اليوم، ومع بروز أجيال جديدة من العلماء والمهندسين الجزائريين، تعود الجزائر لاستعادة مكانتها العلمية التي سلبت منها.

فكما كانت منارة علم قبل الاحتلال، فإنها اليوم تنهض بعلمائها لإعادة مجدها المسلوب. وهذا التاريخ العظيم يجب أن يكون مصدر إلهام لنا جميعا لنفخر بجزائر العلم والحضارة.

@ آلاء عمري

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا