الجزائرالٱن _ يبدو أنّ رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أعاد رسم ملامح المشهد السياسي بين الجزائر وباريس بعد فترة من التوتر الذي طبع العلاقات بين البلدين.
ووفقًا لصحيفة “لوفيغارو”, استقبلت الدبلوماسية الفرنسية التصريحات الأخيرة للرئيس الجزائري بارتياح كبير، معتبرة إياها إشارة إيجابية تدل على استعداد الجزائر للدخول في حوار جاد، رغم حساسية الوضع.
خلال لقائه الدوري مع الصحافة، شدد الرئيس عبد المجيد تبون على أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو “المرجعية الوحيدة” لحل الخلافات بين البلدين، مؤكداً أن أي حلول مستقبلية يجب أن تُبرم معه أو مع من يفوضه رسمياً.
وأبرزت الصحيفة أن هذا الموقف يعيد تحديد الفريق المسؤول عن إعادة بناء العلاقات، والذي يشمل الرئيسين ووزيري الخارجية في كلا البلدين. كما أكدت أنّ وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو قدّم عرضين لزيارة الجزائر بغرض معالجة القضايا العالقة، مشيرة إلى أنّ المحاولة الثانية قوبلت بترحيب جزائري بعد تعثر الأولى.
وتأتي هذه التطورات في خضم مناخ متوتر، خاصة في ظل الخلافات المتعلقة بمحاولات باريس ترحيل جزائريين واعترافها بسيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية.
كما أوضحت الصحيفة أن لقاءً جمع وزير الخارجية الفرنسي بنظيره الجزائري على هامش قمة العشرين في روما، بالإضافة إلى حضوره مأدبة إفطار في مسجد باريس بدعوة من عميده شمس الدين حفيظ، الذي وصفته الصحيفة بأنه يلعب دورًا غير رسمي في تقريب وجهات النظر بين الجزائر وباريس.
وأشارت “لوفيغارو” إلى أنّ قضية الكاتب بوعلام صنصال قد تتجه نحو حل وشيك، رغم تباين المواقف بين الطرفين. كما نقلت عن الرئيس الفرنسي ماكرون تأكيده على ثقته في “حكمة” تبون لمعالجة الملف، في خطوة تعكس رغبة باريس في تهدئة الأجواء.
ومع ذلك، تظل قضايا شائكة مثل ملف الهجرة وملف الذاكرة التاريخية معلقة، ما يجعل التوصل إلى توافق نهائي أمرًا معقدًا.
وفي سياق آخر، تطرقت الصحيفة إلى قضية الوزير الأسبق عبد السلام بوشوارب، مشيرة إلى أن رفض القضاء الفرنسي تسليمه أثار استياء الجزائر، التي انتقدت ما وصفته بـ”المماطلة الفرنسية”.
كما لفتت الصحيفة إلى أن اتفاقية 2007 بشأن التأشيرات لم تُفعّل رسميًا بعد، إذ لم تتلقَ الجزائر إخطارًا رسميًا من الجانب الفرنسي حول تعليقها.
باريس تستبشر خيرًا بتصريحات تبون
ورحبت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، صوفي بريماس، بتصريحات الرئيس عبد المجيد تبون تبون، ووصفتها بأنها خطوة إيجابية نحو استعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين.
وأشارت إلى أن اعتبار تبون لماكرون كـ”مرجعية وحيدة” لحل الخلافات يعكس استعداد الجزائر لفتح صفحة جديدة مع فرنسا، على أساس الحوار المباشر والبناء.
وأكد تبون أنّ الخلاف الذي نشب مؤخرًا كان مجرد سوء تفاهم، لكنه شدد على ضرورة معالجة القضايا الحساسة بشكل مباشر مع ماكرون أو من يمثله رسميًا.