آخر الأخبار

زلوف.. أول شهيد جزائري أعدمته فرنسا بالمقصلة!

شارك

في ذاكرة الجزائر الحافلة ببطولات رجالها، والمكتوبة أسماءهم بالدماء على سجل التاريخ، يبرز اسم غائر ومخفي في الذاكرة الجزائرية، إنه الشهيد زلوف، أول جزائري نفذ فيه الاستعمار الفرنسي حكم الإعدام بالمقصلة.

في سنة 1843، وقفت المقصلة الفرنسية لأول مرة على أرض الجزائر، وكان رأس هذا الشهيد أول ما سقط تحت نصلها، لكن التاريخ لم ينصفه، وبقي اسمه غير معروف في الكتب والسجلات، رغم تأكيد المؤرخين أنه أول جزائري واجه هذا المصير.

مقصلة فرنسا الإرهابية وحكاية أول ضحاياها!

زلوف، أو عبد القادر بن دحمان، شاب جزائري من منطقة بوزريعة، رفض الخضوع للمستعمر الفرنسي، فانخرط في مقاومة الاحتلال في سنواته الأولى.

لم يكن وحده في هذا الدرب، بل كان جزءًا من جيل ثائر لم يرض بأن تدنس أرضه. ومع اشتداد المقاومة، قرر الاستعمار الفرنسي أن يبث الرعب في قلوب الجزائريين، فأحضر إلى الجزائر آلة الموت الفرنسية، وهي المقصلة الجهنمية كما وصفها المؤرخ محمد طياب، التي استخدمها المستعمر الفرنسي الغاشم لإعدام معارضيه وتخويف وارهاب الأبطال وتقويض المقاومة، وجعلها أداة لتنفيذ أحكام الإعدام بحق الجزائريين الرافضين لهيمنتها.

في سنة 1843، أعدم زلوف في باب الواد، ليكون أول شهيد يسقط تحت شفرات المقصلة، في مشهد دموي كان يهدف إلى كسر روح المقاومة، لكنه ما زاد الجزائريين الا إصرارًا على النضال.

لماذا لا نعرف اسم زلوف كما نعرف غيره؟

رغم أن زلوف سبق الشهيد أحمد زبانة في مواجهة المقصلة بأكثر من قرن، إلا أن اسمه ظل في الظل.

ربما لأن فترة الاحتلال الفرنسي الأولى كانت تفتقر إلى التوثيق الدقيق، أو لأن فرنسا نفسها أرادت أن ينسى هذا الاسم حتى لا يتحول إلى رمز للمقاومة المبكرة.

لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن هذا الشهيد كان أول جزائري يعدم بالمقصلة، وأن دماءه سبقت كل الشهداء الذين أتوا بعده في مواجهة هذا المصير.

ضحايا المقصلة الفرنسية الجهنمية.. أحياء عند ربهم يرزقون

في 19 جوان 1956، أعدم الاستعمار الفرنسي المجاهد أحمد زبانة، في سجن بربروس بالجزائر العاصمة.

ورغم إصاباته وتعذيبه، واجه الموت بشجاعة، مرددًا: “أموت وتحيا الجزائر”.

نشأ زبانة في بيئة فقيرة، وانضم للكشافة الإسلامية ثم المنظمة الخاصة، قبل أن يقود عمليات فدائية ضد الاحتلال.

اعتقل بعد مقاومة بطولية في نوفمبر 1954، وحكم عليه بالإعدام عام 1955. وفي رسالته الأخيرة، أوصى والديه بالفخر به، مؤكدًا أن الموت من أجل الوطن حياة أبدية.

وفي 7 فيفري 1957، نفذت فرنسا الاستعمارية إعدامًا وحشيًا بحق خمسة من أبطال الثورة الجزائرية وهم: بوعشرية أحمد، سيدي يخلف يخلف، بن طيب محمد، كبداني ميلود، وقوال بن أعمر، داخل سجن القصبة بوهران.

هذه الجريمة البشعة تبقى وصمة عار في سجل فرنسا الاستعمارية، التي رفعت شعارات الديمقراطية والعدالة لكنها مارست أبشع أنواع القمع والوحشية ضد الجزائريين.

كان الشهداء ينشطون غرب الجزائر، حيث استهدفوا مصالح المستعمر، مثل المزارع والمستودعات، ضمن استراتيجية جيش التحرير الوطني لضرب الاقتصاد الفرنسي.

ردًا على ذلك، شنت القوات الفرنسية حملات قمعية، اعتقلت المجاهدين، وعذبتهم بوحشية رغم صدور حكم الإعدام بحقهم.

خلال محاكمتهم الصورية، واجهوا الحكم بشجاعة، مرددين هتافات “الله أكبر وتحيا الجزائر”.

تم تنفيذ الإعدام فجرًا، الواحد تلو الآخر، وسط تكبيرات معتقلي السجن، في مشهد يعكس وحشية الاستعمار الذي لم يراع أدنى مبادئ الإنسانية.

إن إعدام هؤلاء الأبطال وإن اعتبرته فرنسا الاستعمارية عقابًا وترهيبًا للشعب الجزائري، لكنه أبان عن فشلها الذريع في وأد المقاومة والوطنية عند الجزائريبن الأحرار وإطفاء شعلة إرادة الحرية، التي توجت بالاستقلال عام 1962 وكانت تلك الحرية تاجًا على رأس كل جزائري يمشي اليوم بفخر أينما حل أو ارتحل في هذا العالم.

@ آلاء عمري

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا