شهدت مدينة ليون الفرنسية جدلا واسعا عقب حضور ممثل عن المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (CRIF)، المعروف بدعمه المطلق للكيان الصهيوني الغادر، إلى مأدبة إفطار رمضانية نظمتها شخصيات إسلامية برعاية مسجد ليون. وقد اتهمت الجالية المسلمة منظمي الحدث بالخيانة واعتبروه عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، محاولة مفضوحة لتمرير مشاريع التطبيع تحت ستار “التعايش” و”الحوار بين الأديان”، خاصة في ظل المجازر المستمرة ضد الفلسطينيين.
لماذا الصدمة؟
أن يحضر ممثل عن هيئة صهيونية، بحسب ما نقلته actu.fr إلى إفطار رمضاني ليس مجرد تفصيل بسيط، بل صفعة للضمير الإسلامي، إذ كيف يمكن القبول بوجود شخصية تدافع عن الاحتلال الصهيوني الغاشم في مناسبة دينية مقدسة مثل رمضان تحتفي بالقيم الإسلامية الأصيلة؟ وكيف يبرر جلوس من يناصر القتلة والمجرمين وسفاكي الدماء في غزة على نفس المائدة مع من يفترض أنهم يدافعون عن الحق الفلسطيني؟
من جهة أخرى، يشرح الموقع الفرنسي ذاته، وجد رئيس مسجد ليون، كمال قبطان، نفسه في مواجهة عاصفة من الانتقادات عقب هذا الحدث، حيث وجهت إليه اتهامات بـ”التطبيع”، “الخيانة” و”التحالف مع الصهاينة”. ورغم محاولات التبرير، فإن الرأي العام المسلم لم يخدع بهذه المناورات، خاصة أن الجالية المسلمة في فرنسا تعيش استهدافا ممنهجا، بينما يطلب منها في الوقت ذاته القبول بمثل هذا “التطبيع” والانخراط في مشاريع تهدف إلى إضعاف موقفها الأخلاقي من القضية الفلسطينية.
التطبيع ناعم لكنه خطر!
ما حدث في ليون ليس مجرد حادث عابر، بل هو جزء من سياسة تدريجية تهدف إلى كسر الحاجز النفسي بين المسلمين والكيان الصهيوني، عبر استخدام شخصيات “إسلامية” لتمهيد الطريق. ومحاولة تسويق التطبيع عبر بوابة “التسامح” و”الحوار”و هي خديعة مفضوحة، كما أن هذا “التسامح” لا يطلب إلا من المسلمين، بينما تواصل الصهيونية جرائمها بلا حساب.
موقف الجالية.. رفض لا يقبل التأويل!
رد الفعل العنيف من الجالية المسلمة في فرنسا كان متوقعا يوضح الموقع، لأن القضية الفلسطينية ليست قضية سياسية عابرة، بل مسألة مبدأ وأخلاق وعقيدة. وكل من يعتقد أن المسلمين سيقبلون بتزييف وعيهم أو خداعهم بشعارات جوفاء مخطئ تماما لان القضية الفلسطينية تسري في دماء كل مسلم حقيقي.
إن الأكيد أن الذين يظنون أن بإمكانهم إعادة تشكيل وعي المسلمين عبر “دبلوماسية الموائد”، قد فشلوا أمام وهي الجالية المسلمة ولن ينجح مشروعهم ، بكل بساطة لأن فلسطين ستبقى خطا أحمر، والمسلمون في فرنسا وحول العالم لن يسمحوا بتمرير أجندات مشبوهة تحت أي مسمى.
@ آلاء عمري