في تصريح خاص لموقع “الإخبارية”، أطلقت أخصائية التغذية الجزائرية دريدي ماريا تحذيرات جدية بشأن العادات الغذائية التي تهيمن على الطاولة الجزائرية خلال شهر رمضان المعظم.
فرغم التنوع الكبير للأطباق التقليدية التي تميز المائدة الجزائرية، إلا أن الإفراط في استهلاك بعض الأطعمة والممارسات غير الصحية يجعل من هذا الشهر فرصة ضائعة للصحة بدل أن يكون فترة لتنقية الجسم والتوازن الغذائي.
تنتقد دريدي ماريا بشدة النظام الغذائي الرمضاني في الجزائر، حيث يعتمد الجزائريون على أطباق دسمة وغنية بالدهون المهدرجة، مثل البوراك والطواجن والمملحات، إلى جانب الحلويات المشبعة بالسكر كالزلابية وقلب اللوز والقطايف.
وتضيف الأخصائية: “المشكلة لا تكمن فقط في نوعية الطعام، بل في الطريقة التي يتم تناولها. وجبة الإفطار غالبا ما تكون ضخمة وغير متوازنة، مما يؤدي إلى التخمة وعسر الهضم والخمول، عكس الهدف الأساسي من الصيام.”
من بين العادات الغذائية الأكثر ضررا، تؤكد الأخصائية على الاستهلاك المفرط للمشروبات الغازية والعصائر المصنعة التي تعوض الماء، رغم احتوائها على نسب عالية من السكريات والمواد الحافظة.
كما أن الاعتماد على الخبز الأبيض بكثرة وعدم إدخال الخضروات الورقية والفواكه في النظام الغذائي يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الجهاز الهضمي والاضطرابات الصحية.
تقدم دريدي ماريا بعض الحلول التي من شأنها تحويل الطاولة الرمضانية الجزائرية إلى نموذج صحي متوازن، حيث تنصح بـ:
1 – تنويع مكونات الطبق الرمضاني بحيث يشمل النشويات الصحية، الخضر، البروتين، والدهون الصحية مثل زيت الزيتون بدل الزيوت المهدرجة.
2 – تعويض المشروبات الغازية والعصائر الصناعية بالماء والعصائر الطبيعية للحفاظ على الترطيب.
3 – تجنب القلي واستبداله بالفرن أو المقلاة الهوائية أو الشوي لتقليل الدهون المشبعة.
4 – تقليل استهلاك السكر الأبيض واستبداله بسكر التمر أو العسل الطبيعي في الحلويات.
5 – إدخال الخضر والفواكه بانتظام في النظام الغذائي لتعزيز الهضم وتجنب التخمة.
6 – ممارسة الرياضة بعد الإفطار للحفاظ على النشاط البدني وتحسين عملية الهضم.
تختم الأخصائية دريدي ماريا تصريحها قائلة: “رمضان ليس شهرا للإفراط في الأكل، بل هو فرصة سنوية لتنقية الجسم من السموم المتراكمة. الاستمرار في العادات الغذائية السيئة لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشاكل الصحية، وزيادة خطر الأمراض المزمنة وحتى السرطانات. يجب أن غير نظرتنا إلى الطعام ونستغل هذا الشهر لتحقيق توازن غذائي حقيقي”.
@ آلاء عمري