يعد الفنان عثمان عريوات من الأسماء اللامعة في عالم الكوميديا الجزائرية، حيث استطاع من خلال أعماله الفنية أن يخلق جوًا من الألفة والمحبة بين الأسر الجزائرية في شهر رمضان المبارك.
وكانت أعماله الكوميدية بمثابة تقليد سنوي يترقبه الجميع، حيث تجتمع العائلات أمام الشاشة الصغيرة للاستمتاع بتمثيلاته التي تمزج بين الضحك والرسائل الاجتماعية العميقة.
تتميز أعمال عريوات بالقدرة الفائقة على التجسيد الفعلي للواقع الاجتماعي والسياسي في الجزائر. فرغم الأجواء الساخرة التي تميزت بها أعماله، إلا أنها كانت تحمل دائمًا في طياتها رسائل قوية تلامس هموم الناس.
فيلم “كرنفال في دشرة” يعد مثالًا بارزًا على ذلك، حيث استعرض بأسلوب كوميدي ساخر واقع الانتخابات والسياسة المحلية، مما جعله يخرج من إطار الكوميديا البحتة إلى إطار النقد الاجتماعي الهادف.
خلال الشهر الفضيل، كانت تمثيليات عثمان عريوات تعكس روح العائلة الجزائرية، حيث كانت تحفز الأحاديث والنقاشات بين أفراد الأسرة حول مواضيع الحلقات وأفكارها.
لطالما كان عريوات قادرًا على توصيل رسائل مفعمة بالمشاعر والضحك، مما جعل من مشاهدته في رمضان تقليدًا محببًا تكرره الأجيال.
و تكريم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في وقت سابق للمبدع عثمان عريوات بوسام الاستحقاق الوطني لم يكن مجرد لفتة عابرة، بل هو اعتراف بدور هذا الفنان الكبير في توحيد الشعب الجزائري وإثارة روح الفرح بينهم، خاصة في مناسبات مثل رمضان التي تحمل معاني العطاء والتواصل الأسري. فقد استطاع أن يكون جسرًا يجمع بين العائلات من مختلف المشارب والثقافات.
في النهاية، يجب أن نتذكر أن عثمان عريوات ليس مجرد فنان، بل هو رمز من رموز الكوميديا الجزائرية التي ساهمت في لم شمل الأسر تحت سقف واحد خلال الشهر الكريم.
يبقى لنا أن نكرم هذا العملاق بمواصلة مشاهدة أعماله وتقدير الرسائل التي حاول إيصالها، فهو سيد الكوميديا الجزائرية بجدارة.