آخر الأخبار

"الجزائر الآن" تنشر كلمة الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز بمناسبة إطلاق تقرير "توقعات الغاز العالمية 2050"

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ أطلق منتدى الدول المصدرة للغاز النسخة الجديدة من تقريره “توقعات الغاز العالمي” يوم الاثنين، حيث أكد الجزائري، محمد هامل، الأمين العام، في كلمته، أنّ “الغاز الطبيعي ليس مجرد جسر للمستقبل.”

وتنشر صحيفة “الجزائر الآن” الإلكترونية، الكلمة الترحيبية التي ألقاها الأمين العام للمنتدى، الجزائري محمد هامل، بمناسبة إطلاق تقرير “توقعات الغاز العالمية 2050” الصادر عن منتدى الدول المصدرة للغاز:

سعادة الشيخ الدكتور مشعل آل ثاني، عضو المجلس التنفيذي لمنتدى الدول المصدرة للغاز، المشاركون الكرام من الدول الأعضاء في منتدى الدول المصدرة للغاز، الضيوف الكرام من الدول المضيفة والمنظمات النظيرة، سيداتي وسادتي، يسعدني أن أرحب بكم في إطلاق النسخة التاسعة من تقرير “توقعات الغاز العالمية” الصادر عن منتدى الدول المصدرة للغاز.

أود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير للشيخ الدكتور مشعل آل ثاني، عضو المجلس التنفيذي لمنتدى الدول المصدرة للغاز، على تشريفه لنا بحضوره اليوم. كما أتقدم بالشكر لجميع المشاركين الكرام على انضمامهم إلينا في هذه المناسبة المهمة. ومع حلول شهر رمضان المبارك، أتقدم بأحر التمنيات بالسلام والتأمل والتجديد الروحي للجميع.

سيداتي وسادتي،

كما تذكرون، كُشف النقاب عن الإصدار السابق من تقرير توقعات الغاز العالمي على هامش القمة السابعة لرؤساء الدول والحكومات في الجزائر العاصمة في شهر فيفري من العام الماضي. وقد طُوّرت النسخة التي نقدمها اليوم منذ ذلك الحين، وسيتم إعداد نموذجها الأساسي في عام 2024.

قال فلاديمير لينين ذات مرة: “هناك عقود لا يحدث فيها شيء، وهناك أسابيع تحدث فيها عقود”.

بالتأكيد، يمكننا جميعًا أن نتفق على أنّ التاريخ قد تسارع في الأسابيع الأخيرة.

في ضوء ذلك، يتبادر إلى الذهن مقولة شهيرة أخرى: “التنبؤ صعب للغاية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمستقبل”. غالبًا ما يُنسب هذا القول إلى نيلز بور، الحائز على جائزة نوبل، وله صدى عميق اليوم مع دخول العالم حقبة من عدم اليقين غير المسبوق في مختلف الأبعاد الجيوسياسية والاقتصادية والبيئية والتكنولوجية، وحتى المجتمعية.

أولًا، تُعيد التحولات الجذرية في سياسات التجارة والطاقة والبيئة، إلى جانب عمليات إعادة التنظيم الجيوسياسية المتطورة، تشكيل أساسيات أسواق الطاقة العالمية.

ثانيًا، برز أمن الطاقة والقدرة على تحمل تكلفتها من جديد كأولويات سائدة، وغالبًا ما كانت لها الأسبقية على مخاوف الاستدامة، في الوقت الذي تُصارع فيه الدول الحقائق المعقدة لتحويل نظام طاقة واسع ومترابط.

ثالثًا، يُمثل الصعود السريع للذكاء الاصطناعي تحدياتٍ ثورية وفرصًا تحويلية في آنٍ واحد عبر الهياكل الاقتصادية والاجتماعية. من الطلب المتزايد على الطاقة من مراكز البيانات كثيفة الاستهلاك للطاقة إلى مفارقات الاستهلاك القائم على الكفاءة، ومن تعزيز الإنتاجية الإجمالية للعوامل وبالتالي النمو الاقتصادي إلى تحسين عمليات النفط والغاز، فإنّ التأثير الكامل للذكاء الاصطناعي على مشهد الطاقة لا يزال معقدًا ومن السابق لأوانه التنبؤ به بالكامل.

في ظل هذه الخلفية المعقدة، سعينا إلى إعداد تقرير “توقعات الغاز العالمية”، ملتزمين بتحليل أنظمة الطاقة من منظور التنمية المستدامة والعوامل الأساسية للتوسع الديموغرافي، والنمو الاقتصادي، وارتفاع مستويات المعيشة، ومكاسب كفاءة الطاقة.

تؤكد نتائج تقرير “توقعات الغاز العالمية” حجتنا القائلة بأنّ مزيجًا متنوعًا من الطاقة – مصممًا خصيصًا للظروف والأولويات الفريدة لكل دولة ومنطقة ومدن – هو وحده القادر على ضمان التوازن بين أمن الطاقة، والقدرة على تحمل التكاليف، والاستدامة.

وقد عزز عام 2024، العام الماضي، هذه القناعات، حيث ارتفع الاستهلاك العالمي للنفط والغاز والفحم، وحتى الخشب، إلى مستويات قياسية على الرغم من النمو السريع للطاقة المتجددة، حيث يمثل الغاز الطبيعي 40% من الطلب المتزايد على الطاقة، وهي أعلى نسبة بين جميع أنواع الوقود.

نحن مقتنعون، الآن أكثر من أي وقت مضى، بأنّ الغاز الطبيعي ليس مجرد جسر إلى المستقبل؛ بل هو جزء لا يتجزأ منه. في الواقع، من المتوقع أن ينمو الطلب على الغاز الطبيعي بنسبة 32% بحلول عام 2050، دون أن يلوح في الأفق أي ذروة. وتتزايد هذه الظاهرة في جميع المناطق باستثناء أوروبا، حيث تؤدي سياسات الطاقة وإزالة الصناعة إلى انخفاض معدلاتها.

في الواقع، لا يزال الغاز الطبيعي لا غنى عنه للانتقال من الكتلة الحيوية إلى وقود طهي أنظف، والتحول من الفحم إلى الغاز، وتوفير الدعم والاستقرار لمصادر الطاقة المتجددة، وتشغيل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، وإزالة الكربون من قطاع النقل والصناعات التي يصعب الحد منها، وضمان الأمن الغذائي من خلال إنتاج الأسمدة.

علاوة على ذلك، يُبدد تقرير “توقعات الغاز العالمية” خرافة إمكانية وقف الاستثمار في الغاز الطبيعي. تتطلب تلبية الطلب المستقبلي استثمارًا هائلاً بقيمة 11.1 تريليون دولار أمريكي في قطاعي المنبع والمصب.

في البلدان النامية، وخاصة في إفريقيا، لا يُعد الغاز الطبيعي مجرد مورد للطاقة، بل هو حافز للنمو والتصنيع والازدهار. إنّ ضمان الوصول إلى الغاز الطبيعي ليس مجرد ضرورة اقتصادية، بل هو التزام أخلاقي لانتشال الناس من براثن الفقر.

يُظهر سيناريو الطاقة المستدامة الموضح في تقرير “توقعات الغاز العالمية” وجود مسار متوازن – مسار يضمن أمن الطاقة، والقدرة على تحمل التكاليف، والاستدامة مع ضمان عدم تخلف أحد عن الركب. يتطلب هذا المسار المزيد من الغاز الطبيعي.

وأخيرًا، أودّ التأكيد على الدور الحاسم للدول الأعضاء في منتدى الدول المصدرة للغاز. بفضل مواردها الهائلة من الغاز الطبيعي وخبرتها التكنولوجية المتقدمة، تتصدر دول مجلس التعاون الخليجي مشهد الطاقة المتطور، وتلعب دورًا حيويًا في تلبية احتياجات العالم المستقبلية من الطاقة. وبحلول عام 2050، من المتوقع أن تقترب مساهمتها من نصف إنتاج الغاز الطبيعي العالمي، مما يؤكد أهميتها الاستراتيجية في بناء مستقبل طاقة مستقر ومستدام.

قبل الختام، أود أن أتقدم بجزيل الشكر لفريق منتدى الدول المصدرة للغاز على جهودهم الدؤوبة في إعداد هذا التقرير القيّم. كما أتقدم بالشكر للمجلس الفني والاقتصادي لمنتدى الدول المصدرة للغاز، وخبراء الدول الأعضاء، وجميع المساهمين الذين أثروا هذا العدد من “توقعات الغاز العالمية” بآرائهم القيّمة.

كما أغتنم هذه الفرصة لأجدد تقديري لجميع الدول الأعضاء على دعمها القيّم، وخاصةً دولة قطر، لاستضافة مقر المنظمة ودعمها المتواصل.

شكرًا لكم

شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا