نشرت الإعلامية الجزائرية المتألقة خديجة بن قنة مقالا جريئا، على صفحتها بموقع فيسبوك بقلم الدكتورة المتقاعدة فاطمة بنت سالم، مدير عام التربية الخاصة، وصفته بن قنة “بمقال قاسٍ، لكنّ الحقيقة قد تكون أكثر قسوة”.
يتناول المقال ظاهرة التدين الشكلي في رمضان، حيث تزدحم مكة بالمعتمرين، وترتفع أسعار الفنادق والإقامات إلى أرقام فلكية، وكأن أداء العمرة في رمضان أهم من مقاصد هذا الشهر العظيم. لكن، هل هذه هي الغاية التي أرادها الله منا في هذا الشهر المبارك؟
في رمضان، يتنافس كثيرون على أداء العبادات الجماعية، تشرح الدكتورة، لكن البعض ينسى المعاني الحقيقية للصيام والقيام، حيث ينفق الآلاف على رحلات العمرة، بينما ملايين المسلمين يعانون من الفقر والجوع والتشرّد في فلسطين، واليمن، وسوريا، والصومال وغيرها.
فهل أصبح أداء عمرة رمضان أو الصلاة في الصف الأول أولى من كفالة اليتيم، رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين”؟
يفطر البعض في رمضان بموائد فاخرة تتجاوز كلفتها مئات الريالات، بينما هناك من لا يجد ما يسد رمقه، يصلون التراويح، ثم يغتابون وينمون وينشغلون في مظاهر الاستهلاك الفاحش. فأين روح رمضان التي تدعو إلى الرحمة والبذل والعطاء؟ كيف نبرر أن بعض المسلمين ينفقون مبالغ طائلة لحجز أماكنهم في الحرم، بينما الأيتام ينصّرون في الغرب بسبب إهمالنا لهم؟
تتبنى خديجة بن قنة، رأي الدكتورة فاطمة بنت سالم حول أن رمضان ليس موسما سياحيا أو سباقا للمظاهر، بل هو شهر تهذيب النفس والتكافل الاجتماعي. فلماذا لا نعيد النظر في طريقة ممارستنا للدين؟ ولماذا لا يكون إنفاقنا في رمضان موجها لدعم الفقراء والمحتاجين بدلًا من اللهث وراء الطقوس التي قد تفرغ الدين من محتواه الحقيقي؟
وتواصل الدكتورة في مقالها الجريء بأن الإسلام لم يكن يوما قائمة من العبادات المجردة، بل منهج حياة متكامل. العبادة ليست فقط صلاة وصياما، بل أخلاق وسلوك وإحسان إلى الناس. وقد آن الأوان لنفهم أن الله لا ينظر إلى ازدحام الحرم، بل إلى قلوبنا وأعمالنا. فهل نمارس الدين، أم نمارس الطقوس فقط؟
@ آلاء عمري