جدل ديني وسياسي بعد عرض مسلسل "معاوية!"

تشهد الساحة الثقافية والدينية في العراق جدلًا واسعًا مع قرار هيئة الإعلام والاتصالات منع عرض مسلسل “معاوية” خلال شهر رمضان المبارك.

يأتي هذا القرار في ظل اعتراضات قوية من مؤسسة الأزهر أيضًا، والتي اعتبرت العمل تجسيدًا لشخصيات الصحابة، وهو أمر يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي.

ويروي المسلسل قصة الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، والفترة التاريخية الحساسة المعروفة بالفتنة الكبرى.

وقد أثيرت مخاوف من أن عرض العمل قد يؤدي إلى تعميق الانقسامات الطائفية في مجتمع يعاني من توترات تاريخية.

من جهته، قال الدكتور رضا عبد الواجد، عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، لموقع صدى البلد، بأن الأزهر يرفض عرض المسلسلات التي تجسد الصحابة، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأعمال لا ينبغي أن تعرض، حيث إن لهم مكانة خاصة في قلوب المسلمين.

كما أوضح الدكتور عبد الواجد أن مسلسل “معاوية” يتناول قضية جدلية ترتبط بالصراع بين الطوائف الإسلامية، خاصة بين أصحاب سيدنا علي بن أبي طالب وأصحاب سيدنا معاوية.

وقد اعتبر أن قصص الصحابة والتابعين يجب أن تروى في المراكز البحثية والمؤسسات التعليمية، وليس عبر المسلسلات الدرامية.

تأتي هذه المعارضة وسط نقاش أوسع حول حدود حرية الفن، حيث اعتبرت هيئة الإعلام العراقية أن المسلسل قد يؤدي إلى إثارة السجالات الطائفية، وبالتالي تهديد السلم المجتمعي.

وقد أصدرت الهيئة بيانًا رسميًا طالبت فيه قناة MBC العراق بالامتثال لهذا القرار، محذرة من اتخاذ إجراءات قانونية ضد أي جهة تخالف الضوابط الإعلامية.

المسلسل، الذي تم تصويره بتكلفة تفوق الـ100 مليون دولار، كان قد تأجل عرضه لمدة عامين، مما زاد من حماس الجمهور له.

@ آلاء عمري