في خطوة جريئة قد تعتبر مثار جدل واسع، أصبح رجل من نيوهامشير، يدعى تيم أندروز وعمره 66 عامًا، ثاني شخص في الولايات المتحدة يعيش بكلى خنزير، بعد عملية زراعة أجريت له في مستشفى ماساتشوستس العام في 25 جانفي الماضي.
هذه العملية، التي جرت حسب موقع genethique تحت إشراف فريق طبي مختص، تثير تساؤلات جدية حول مستقبل زراعة الأعضاء، خاصة في ظل الظروف الأخلاقية والعلمية المحيطة بالزراعة من كائنات حيوانية.
وتعتبر زراعة الأعضاء من الخنازير، أو ما يعرف بالزرع العابر للأنواع، موضوعًا حيويًا في مجال الطب الحديث، حيث تم تنفيذ خمس عمليات سابقة، تشمل زراعة قلبين وكليتين، ولكنها كانت قصيرة الأمد.
وتثير هذه التجارب تساؤلات حول فعاليتها وسلامتها، لا سيما بعد أن عانت بعض العمليات السابقة من مشاكل تقنية أدت إلى فشلها.
ومع ذلك، أُعطت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تصريحًا لإجراء مزيد من التجارب. ويعتبر تيم أندروز مثالًا على التحول في هذا المجال، إذ أظهرت كليته المزروعة بالفعل قدرة على إنتاج البول دون أي علامات على الرفض، وهو ما يعتبر إنجازًا بارزًا في هذا السياق، حسب رأي الموقع ذاته.
لكن لا يمكن تجاهل المخاوف الأخلاقية التي تثيرها هذه العمليات. إذ تتزايد الانتقادات حول ما إذا كانت زراعة الأعضاء من الحيوانات تعتبر خطوة آمنة أم أنها تشكل خطرًا على صحة الإنسان.
ويتساءل الكثيرون عن عواقب هذه الزراعة على المدى الطويل، وما إذا كانت هذه الكلى من الخنازير، المعدلة وراثيًا، قد تحمل أمراضًا غير معروفة قد تؤثر على مستقبل المرضى.
علاوة على ذلك، يشير البعض إلى أن القفز نحو هذه التجارب قد يعكس نقصًا في الحلول التقليدية، مثل تحسين نظام التبرع بالأعضاء بين البشر. فبدلًا من البحث عن طرق مبتكرة لتعزيز التبرع بالأعضاء، يبدو أن النظام الصحي الأمريكي يتجه نحو حل سريع قد يكون محفوفًا بالمخاطر.
وعلى الرغم من التفاؤل الذي يظهره بعض الأطباء، مثل الدكتور تاتسو كواي، الذي أجرى العملية، إلا أن الكثير من الخبراء يحذرون من المبالغة في التفاؤل. يقول كواي: “آمل أن نتمكن من ضمان بقاء الأعضاء، أكثر من عامين”، ولكن هل يعتبر هذا كافيًا في ظل المخاطر التي قد تترتب على هذه العمليات؟.
في النهاية، يبقى السؤال: هل نحن مستعدون للقبول بمثل هذه التجارب الجريئة، أم أن هناك حاجة ملحة للتفكير في العواقب الأخلاقية والصحية؟ إن التوجه نحو زراعة الأعضاء من الخنازير قد يعبر عن تجاوز لما وراء الطبيعة، لكنه يحتم على العلماء أيضًا إعادة النظر في القيم الإنسانية وأخلاقيات الطب.