آخر الأخبار

إهانة متعمدة: لوفيغارو تنشر صورة مسيئة لعلم الجزائر

شارك الخبر

في خطوة سافرة وإهانة متعمدة للجزائر، أقدمت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية على تصوير العلم الجزائري داخل كمامة، مما يعكس استهتارًا فاضحًا بالهوية الوطنية.

في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين الجزائر وباريس توترًا متصاعدًا، تبرز هذه الصورة الرمزية كدليل على الاستغلال الإعلامي الرخيص الذي يهدف إلى تشويه صورة الجزائر.

وجاءت هذه الصورة من لوفيغارو ذات الأبعاد السيميولوجية الخطيرة، كواجهة لموضوع ناري حول تواصل مطالبة فرنسا الجزائريين بدفع ما تصفه ديونًا مترتبة على الجزائر في المستشفيات الفرنسية.

وبدأت الحملات الإعلامية تتصاعد، حيث تم تناول الموضوع بطريقة تهين الجزائر، وكأنها تعجز عن الوفاء بالتزاماتها المالية، مما يزيد من حدة التوترات السياسية بين البلدين.

وتأتي هذه الحملة، في أعقاب إعلان الجزائر تعزيز سيادتها الصحية، بعد أن قرر الرئيس عبد المجيد تبون وقف تحويل المرضى إلى المستشفيات الفرنسية.

وجاء هذا القرار في ظل توتر دبلوماسي متصاعد مع باريس، حيث تتبنى الجزائر بهذه الخطوة الجريئة، تقليل الاعتماد على الخارج، خاصة في المجال الصحي.

وبعد عقود من الاعتماد على فرنسا لعلاج الحالات المستعصية، تسعى الجزائر الآن لتوجيه مرضاها إلى دول أخرى مثل إيطاليا وتركيا، مع الاستثمار في تحسين النظام الصحي الوطني.

وكان الرئيس الجزائري قد أكد في سياق الالتزامات المالية، أن الجزائر كانت دائمًا ملتزمة بدفع مستحقاتها، لكنه أشار إلى أن بعض الفواتير كانت غير مبررة أو مشكوك في صحتها.

غير أن الصحافة الفرنسية يبدو أنها لم تتقبل قرار الجزائر في وضع حد للتبعية الصحية مع فرنسا، وراحت تعمد إلى استخدام أساليب دنيئة للتعبير عن غيضها وسخطها، بأن صورت علم الجزائر داخل كمامة طبية سرعان ما يتم رميها بعد الاستعمال.

إن هذا التصرف من جريدة لوفيغارو ليس مجرد زلة عابرة، بل هو اعتداء صارخ على كرامة الشعب الجزائري، ويمثل قمة الاستهزاء بالرموز الوطنية في سياق تاريخي مليء بالتحديات.

ولم تقف التوترات عند حدود الإعلام، بل انتقلت إلى دوائر السياسة، حيث دعا مجموعة من البرلمانيين الفرنسيين الحكومة إلى اتخاذ إجراءات صارمة تجاه الجزائر.

وفي المقابل، ردت الجزائر عبر وسائل الإعلام الرسمية، رافضة الاتهامات التي وجهت لها، واصفة إياها بأنها “أكاذيب” تهدف إلى تشويه سمعتها.

هذا التصعيد يؤكد أن القضية ليست مجرد ديون، بل هي معركة سياسية وإعلامية تتعلق بالهوية والسيادة.

لقد لعب الإعلام الفرنسي دورًا رئيسيًا في تشكيل الرأي العام حول الجزائر. والصورة التي تم تداولها لم تكن عفوية، بل كانت مدروسة تهدف إلى تحقيق أهداف سياسية معينة.

واستغلال الرموز الوطنية لتصوير الجزائر في صورة سلبية يعكس عدم احترام وتقليل من شأن التاريخ والثقافة الجزائرية.

ولا شك أن هذه الأزمة ستترك آثارًا عميقة على العلاقات بين الجزائر وفرنسا. فالجزائر، التي تعاني من تداعيات الاستعمار والتاريخ المرير مع فرنسا، تجد نفسها مجددًا في معركة لاستعادة كرامتها الوطنية.

وتعد هذه القضية مثالًا واضحًا على كيفية استخدام الإعلام كأداة لتشكيل الرأي العام وتوجيهه نحو أهداف سياسية معينة.

وتصوير العلم الجزائري، رمز الفخر والاعتزاز، داخل كمامة هو إهانة كبيرة لتاريخ بلادنا، لا سيما مع وجود تاريخ مرير يذكر بما فعلته فرنسا في الجزائر طيلة 132 عامًا من الاستعمار الدموي.

@ آلاء عمري

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا