آخر الأخبار

الجزائر تستقطب جاليتها لاستكمال تجسيد الهوية الوطنية

شارك الخبر

في عالم يشهد تسارعا غير مسبوق في التكنولوجيا والابتكار، تبرز أهمية دور الجالية الجزائرية في تعزيز التنمية الاقتصادية والتكنولوجية للبلاد. فالجزائر، التي عانت تاريخيا من تبعات الاستعمار وتحديات التنمية، تجد في جاليتها مصدرا حيويا للمعرفة والخبرة، مما يستدعي توحيد الجهود لاستغلال هذا المورد الثمين.

تاريخ الهجرة وتأثيرها الوطني

لقد لعبت الهجرة دورا حاسما في تاريخ الجزائر الثوري، حيث ساهمت في بناء الهوية الوطنية وتعزيز الروح الوطنية. واليوم، ومع تزايد التحديات الاقتصادية والاجتماعية، تحتاج الجزائر أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة بناء جسور التواصل مع أبنائها في الخارج.
المبادرات الحكومية لدعم الجالية.

في هذا السياق، تم إنشاء عدة مبادرات تهدف إلى إشراك الجالية في جهود التنمية، من بينها تأسيس أمانة دولة تابعة لوزير الشؤون الخارجية، مخصصة لمتابعة شؤون الجالية الجزائرية في الخارج. كما يجري العمل على إنشاء منصة إلكترونية تجمع خبراء الجزائر في الخارج مع الجامعات ومراكز البحث المحلية، مما يساهم في تبادل المعرفة والخبرات.

التكنولوجيا كوسيلة للتحفيز

تعتبر التكنولوجيا الحديثة أداة فعالة لتحفيز المجتمعات المهاجرة، حيث تسهل عمليات نقل المهارات والتوجيه عن بعد. وقد تم تخصيص موارد لتمويل مشاريع تكنولوجية تشمل أعضاء من الجالية، مع توفير حوافز للاستثمارات التي تهدف إلى دعم الشركات الناشئة.

الشراكات الأكاديمية والبحثية

تأسست شراكات أكاديمية بين الجامعات الجزائرية ومؤسسات عالمية لتعزيز برامج البحث والتبادل، كما تم إنشاء مراكز بحثية في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بالتعاون مع خبراء من الجالية. هذه المبادرات تشكل خطوة مهمة نحو دعم ريادة الأعمال، حيث تم إنشاء حاضنات ومسرعات لدعم الشركات الناشئة، بما في ذلك تلك التي يقودها أبناء الجالية.

التحديات والحلول المقترحة

ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات معقدة تحتاج إلى معالجة. يتطلب الأمر إنشاء شبكات للجالية، وتطوير جمعيات مهنية في قطاعات التكنولوجيا الرئيسية. فقد أظهر المجلس العالمي للجالية الجزائرية، الذي تأسس مؤخرا، نموذجا يحتذى به من خلال جمع قادة الأعمال والمفكرين الذين يظلون مخلصين لوطنهم.

تعزيز المعرفة والتكنولوجيا

لتحقيق أقصى استفادة من الجالية في نقل التكنولوجيا والمعرفة، يتعين على الجزائر اتخاذ إجراءات إضافية، مثل تسهيل العودة المؤقتة أو الدائمة للخبراء، وتقديم منح دراسية وحوافز مادية تشجعهم على المساهمة بخبراتهم في بلادهم.

وللجامعات ومراكز البحث دور فعال في استقطاب تلك الجالية البناء عبر إنشاء مراكز تكنولوجية وتقديم برامج تدريبية تعزز من قدرات الشباب الجزائري.

الاستقلال التكنولوجي والاقتصادي

إن مواجهة التحديات التي تفرضها السياسات الاستعمارية السابقة لا تزال قائمة، حيث يتعين على الجزائر تعزيز استقلالها التكنولوجي والاقتصادي. فالجزائر تسعة الى استغلال مواردها البشرية، بما في ذلك الجالية، لبناء مستقبل أكثر إشراقا، بعيداوعن أي تأثيرات خارجية.وا

لجزائر بحاجة ماسة إلى جاليتها، ليس فقط كوسيلة لتعزيز النمو الاقتصادي، ولكن أيضا كجزء من الهوية الوطنية، لبناء مستقبل مشترك يعكس القيم والتطلعات الحقيقية للشعب الجزائري، بعيدا عن أي ضغوط أو تأثيرات سلبية.

@ آلاء عمري

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا