آخر الأخبار

العلاقات الجزائرية _ الأمريكية ..من حسن إلى جيد و الهدف إمتياز

شارك الخبر
بواسطة محمد قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد قادري

الجزائر الآن _ تلقى الفريق أول السعيد شنقريحة ، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، مكالمة هاتفية من رئيس لجنة رؤساء الأركان المشتركة الأمريكية الفريق أول تشارلز براون .

وحسب بيان لوزارة الدفاع الوطني، تطرّق الطرفان، خلال المكالمة الهاتفية، إلى المسائل ذات الاهتمام المشترك ، كما عبّر الجانبان، خلال هذه المكالمة، عن إرادتهما المشتركة على تعزيز التعاون العسكري الثنائي .

وتأتي هذه المكالمة، لتؤكد تنامي العلاقة العسكرية بين الجزائر والولايات المتحدة، والتي ظهرت مؤشراته من خلال الزيارات المتكررة بين البلدين، ولعل أهم تلك الزيارات زيارة قائد القيادة العسكرية الأمريكية بإفريقيا “أفريكوم” الجنرال مايكل لانغلي، إلى الجزائر يوم 22 جانفي الماضي، والتي توجت بتوقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي الدفاع .

كما كان وزير الخارجية أحمد عطاف قد تحادث هاتفيا مع نظيره الأمريكي” مارك روبيو “، الذي أبدى رغبة قوية في التعاون مع الجزائر، في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب .

وأكد الرئيس عبد المجيد تبون ، هذا المسعى التعاوني بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، في حواره الأخير مع صحيفة “لوبينيون” الفرنسية، عندما قال، أنّ علاقات الجزائر مع الولايات المتحدة كانت دائمًا جيدة مع جميع الرؤساء الأمريكيين، سواء كانوا ديمقراطيين أو جمهوريين.

هذه الحركية بين الجزائر العاصمة وواشنطن، لقيت إشادة كبيرة من مسؤولين عسكريين ومدنيين بالبلدين، وصفوها بـ”الديناميكية الإيجابية” في التعاون العسكري، ما يعكس رغبة الطرفين في المضي قدما نحو تطوير الشراكة.

“وكالة الأناضول” التركية، سلطت الضوء على التحالف المعلن بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، في ظل ارتباط الجزائر التاريخي في الميدان العسكري بتحالف استراتيجي مع الاتحاد السوفياتي سابقا وروسيا حاليا.

وربط تقرير الوكالة التركية بداية التعاون بين الجزائر والولايات المتحدة، بهجمات 11 سبتمبر 2001، حيث توطدت العلاقات الأمنية بين الجزائر والولايات المتحدة، وأطلقا حوارا استراتيجيا دوريا بشأن مكافحة الإرهاب، حيث تعتبر واشنطن الجزائر فاعلا دوليا هاما في التصدي للإرهاب ومكافحة التطرف العنيف .

ملامح تنامي التعاون العسكري تتجلى بمشاركة فوج من نخبة القوات البحرية الجزائرية في المناورات البحرية المشتركة “إكسبرس فونيكس” التي نظمتها “أفريكوم” الصيف الماضي في تونس لعدة أيام .

وارتفعت مؤشرات تطور التعاون العسكري عقب زيارات متقاربة للجنرال لانغلي إلى الجزائر، الذي زارها 5 مرات منذ 2020، منها زيارتان أخيرتان في جويلية 2024 وجانفي 2025.

مذكرة تفاهم استراتيجية ومكالمةّ تحمل الكثير من الدلالات

مصدر الصورة

بالعودة إلى الزيارة الأخيرة، وقع قائد الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة، والجنرال لانغلي، مذكرة تفاهم في المجال العسكري بين وزارتي دفاع البلدين، اعتبرت “حجر الأساس لتحقيق جميع الأهداف الأمنية المشتركة”

وعند استقباله من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قال لانغلي: “المذكرة ستسمح ببناء وتعزيز أكبر للعلاقة العميقة بين البلدين، ولهذا سنقوم بتعزيز الأمن والسلام الإقليمي والدولي” .

وأضاف: “الجزائر بلد رائد في المنطقة، وكل الدول الأخرى ستستفيد من ذلك، ستزدهر الولايات المتحدة والجزائر سويا وتساهمان معا في حماية الشعوب”

وفي 28 جانفي الماضي، عبّر وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، في اتصال هاتفي عن “إشادتهما بالحركية الإيجابية التي تشهدها العلاقات الجزائرية الأمريكية”

واتفق الوزيران على توحيد جهودهما من أجل توطيد التعاون الثنائي في مجالات الدفاع والطاقة والفلاحة والعلوم والتكنولوجيا .

وعلى صعيد العمل الدولي متعدد الأطراف، بحث الوزيران، تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وأعربا عن “التزامهما بمواصلة التنسيق البيني داخل مجلس الأمن الأممي بغية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وضمان استدامته، وكذا مرافقة الأشقاء في كل من سوريا ولبنان نحو تحقيق الأمن والاستقرار وصون سيادتهما ووحدتهما الوطنية”

كما ناقش الجانبان سبل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، والدور القيادي الذي تضطلع به الجزائر في تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة. وتناول النقاش بحث تعزيز التعاون الاقتصادي والطاقة بين البلدين، بما يحقق فوائد ملموسة للشعبين الأمريكي والجزائري. كما ناقش الطرفان الجهود المشتركة للتصدي لحالة عدم الاستقرار في منطقة الساحل الإفريقي.

وجاءت مكالمة وزيري خارجية البلدين لتضع نقطة النهاية أمام الجدل الذي تحاول بعض الأطراف المعادية إثارته منذ تعيين دونالد ترامب، لمارك روبيو وزيرا للخارجية، حيث تتساءل تلك الأطراف في خبث عن شكل العلاقات التي سيؤول إليها البلدان، بسبب مواقف روبيو المطالبة بفرض عقوبات على الجزائر، خلال بداية الحرب الروسية الأوكرانية، بسبب مشتريات الجزائر من السلاح الروسي.

الولايات المتحدة بحاجة إلى حليف إفريقي فاعل و قوي

وعن شكل العلاقة المتنامية بين البلدين، يرى الخبير العسكري الجزائري أكرم خريف في حديثه لـ”الأناضول”، أنّها “جيدة، لكنّها لم ترق بعد إلى درجة الامتياز”

وقال خريف، إنّ الحركة النشطة بين الجزائر وواشنطن في مجال الدفاع “تعبّر عن وجود إطار للتفاوض والحديث والتنسيق بين الجيشين” .

وبخصوص الأبعاد المستقبلية لمذكرة التفاهم، أوضح الخبير أنّ “حضور الجيش الأمريكي يتراجع في إفريقيا، وربما سيتسارع ذلك أكثر خلال فترة حكم الرئيس دونالد ترامب”

وأضاف: “لذلك يجب على الجيش الأمريكي أن يعتمد على الجيوش الكبرى في إفريقيا بما فيها الجيش الجزائري”

وتعتبر الجزائر من أكبر دول المنطقة التي تقع على عاتقها أعباء أمنية واستراتيجية في مواجهة التنظيمات الإرهابية واتساع نشاطها ومنع سقوط المنطقة في أيديها.

كما أنّ واشنطن والجزائر من أكثر البلدان اهتماما بالسلم والأمن ومكافحة الإرهاب، ما يجعل من تعزيز التعاون عبر توقيع مذكرة تفاهم أداة لتحقيق أهداف مشتركة.

الجزائر تقف على مسافة واحدة بين موسكو وواشنطن

وعن قدرة الجزائر على الدفع بالتعاون مع واشنطن إلى ابعد نقطة، في ظل تحالفها التاريخي والاستراتيجي مع موسكو بمجالات التسليح والتدريب والتعاون العسكري، فهذا لا يعتبر مشكلا إطلاقا، فقد ظلت الجزائر منفتحة على التعاون مع الولايات المتحدة، من خلال شراء عتاد عسكري وتنفيذ برامج تدريبة .

وعقب توقيع مذكرة التفاهم، أشاد قائد الجيش الجزائري بـ”الديناميكية الإيجابية” للتعاون العسكري بين البلدين، و”الإرادة الثنائية للارتقاء بهذه الشراكة إلى أعلى المستويات، بما يخدم مصالح البلدين”

وقال الفريق أول السعيد شنقريحة: “نشيد بما يميّز علاقات التعاون العسكري الجزائري الأمريكي الذي يقوم على العقلانية والبراغماتية والحوار البناء الرامي إلى تأسيس شراكة مستدامة”

كما أنّ الجزائر أظهرت دائما، أنّها تقف على مسافة واحدة مع الجميع، رغم العلاقة الاستراتيجية التي تربطها بروسيا والاتحاد السوفياتي سابقا.

يذكر أنّه بعد انتخاب ترامب لولاية ثانية، وجه له الرئيس عبد المجيد تبون رسالة ذكّر فيها بعمق علاقات الصداقة التاريخية التي تجمع الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، مشيدا بالديناميكية الإيجابية التي تشهدها الشراكة الثنائية في شتى المجالات، مُعربًا في نفس الوقت عزمه على العمل معه من أجل ترقيتها إلى آفاق أرحب، بما يخدم مصالح البلدين المشتركة.

وعاد رئيس الجمهورية في حواره مع صحيفة “لوبينيون” الفرنسية، ليشيد بالعلاقات الكبيرة بين الجزائر وواشنطن، موضحا أنّ “الولايات المتحدة عرضت المسألة الجزائرية على الأمم المتحدة خلال حرب التحرير”، وهي الدولة الوحيدة التي لديها مدينة تحمل اسم البطل الأمير عبد القادر. وأضاف أنّ “أكبر مشاريع الجزائر في عهد بومدين، الشاذلي، وبوتفليقة تم إنجازها بالشراكة مع الأمريكيين، خاصة في قطاع المحروقات ومجالات أخرى”

شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا