رغم محاولات فرنسا المستميتة لطمس القدرات الجزائرية وإخفاء إنجازاتها، يظل العقل الجزائري ساطعا ومسيطرا على كافة مناحي الحياة في فرنسا. فالجزائريون يثبتون يوما بعد يوم أنهم قادرون على التفوق في جميع المجالات، بل ويتفوقون أحيانًا على الفرنسيين أنفسهم.
إن قصة القامة الجزائرية عائشة موكدي، التي تم تكريمها بوسام الشرف في فرنسا، ليست مجرد حكاية نجاح فردية، بل هي تجسيد حي لإرادة الجزائرية القوية وإبداعها الذي لا يعرف الحدود. وتمثل هذه الجزائرية الساطعة رمزا للصمود والتفوق، حيث تُظهر للعالم أن الجزائر ليست مجرد بلد ذات تاريخ قوي، بل هي أمة نابضة بالحياة مليئة بالقدرات والإمكانات.
والجزائريون في المهجر ليسوا ضحايا، بل هم قادة ومبتكرون، يبنون جسورا ثقافية ويكسرون الحواجز. وإبداعاتهم وإنجازاتهم تعكس قوة الهوية الجزائرية، التي تظل مشرقة في قلب باريس، متحدية كل محاولات التهميش.
بدأت عائشة موكدي مسيرتها كمتدربة في التسويق، ورغم التحديات التي واجهتها، استطاعت بجدارة أن تتسلق درجات النجاح لتصبح قائدة “سلسلة الإمداد” في إحدى أكبر الشركات العالمية. إن نجاحها يعكس قدرة الجزائريين على التفوق في مجالات كانت تقليديا محصورة بنخبة معينة.
لم يقتصر دور عائشة موكدي على النجاح المهني فقط، بل ساهمت أيضًا في تعزيز الحوار الثقافي من خلال إنشاء “الأوركسترا الفيلهارمونية الدولية في باريس”. هذه المبادرة تؤكد أن الجزائريين ليسوا مجرد مهاجرين، بل هم بناة جسور ثقافية، يسعون جاهدين لكسر الصور النمطية السلبية التي تُروج ضدهم. وبمثل هذه المبادرات، يظهر الجزائريون كقادة في مجال الفنون والثقافة، مما يعزز من مكانتهم في المجتمع الفرنسي.
إن منح عائشة موكدي وسام “فارس من وسام الشرف الوطني” هو صفعة للمتنمرين والمشككين. هذا فالوسام ليس مجرد تكريم لشخصيتها، بل هو اعتراف جماعي بقدرات الجزائريين في الخارج. إذ يبين أن الجزائريين في فرنسا يثبتون يوما بعد يوم أنهم ليسوا مجرد مهاجرين، بل هم قادة ومبتكرون في مجالات متعددة، من الفنون إلى العلوم.
من خلال إدخال الأدب الجزائري إلى المدارس الفرنسية، تساهم عائشة في تعزيز الفهم والاحترام للثقافة الجزائرية. هذا الجهد يظهر أن الجزائريين ليسوا فقط مستهلكين للثقافات الأخرى، بل هم أيضًا مبدعون ومنفتحون على تبادل الثقافات. فإدخال الأدب الجزائري يساعد في بناء جيل جديد يقدّر التنوع الثقافي، ويعزز من الهوية الجزائرية في المهجر.
ان نجاحات الجزائريين في فرنسا، تثبت أن الجزائر ليست ضحية، بل هي أمة تقدم للعالم نماذج من النجاح والتفوق. ومحاولات التقليل من إنجازاتنا لن تثنينا عن المضي قدمًا. فنحن هنا لنثبت للعالم أن الجزائر قادرة على فرض نفسها في كل المجالات، وأن العقل الجزائري يسطر قصص نجاح تتجاوز الحدود.و قصة عائشة موكدي ليست مجرد نموذج، بل هي دعوة لكل جزائري في المهجر بأن يتجاوز التحديات، وأن يظهر للعالم أن الجزائر ليست فقط وطن التاريخ، بل هي أيضًا وطن الإبداع والتفوق.
ومع كل إنجاز يحققه أبناؤها، تكتب فصلا جديدا من قصتها الملهمة. والعزيمة الجزائرية لن تتوقف، والجزائريون سيثبتون دائمًا أنهم قادرون على التميز والتفوق في كل ما يقومون به.