آخر الأخبار

الجزائر في مجلس الأمن .. شهر من الانتصار الديبلوماسي

شارك الخبر
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ تتولى الصين اعتبارا من، اليوم السبت، الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، لشهر فيفري الحالي خلفا للجزائر التي أنهت رئاستها لمجلس الأمن بنتائج إيجابية تصب في صالح تعزيز السلم والأمن والدفاع عن القضايا العربية والإفريقية بالدرجة الأولى.

ووفاء بما تعهدت به الجزائر في بداية توليها رئاسة مجلس الأمن الأممي لشهر جانفي، وظفت الجزائر عهدتها الرئاسية لمواصلة إسماع صوت الدول العربية والإفريقية والمرافعة لصالح القضايا العادلة بعد سنة كاملة من انتخابها عضوا غير دائم في هذا الجهاز الأممي.

ومنحت الجزائر خلال رئاستها لمجلس الأمن أولوية خاصة للملفات المتعلقة بالوضع في الشرق الأوسط، لاسيما في فلسطين المحتلة، ومكافحة الإرهاب في إفريقيا، وهي التي سجلت فتور اهتمام المجتمع الدولي بمكافحة هذه الآفة رغم التحولات الكبيرة في تعداد المجموعات الإرهابية التي تحولت إلى “جيوش” وحتى في تطور تسليحها.

الدبلوماسية الجزائرية التي سارت بتوجيهات من الرئيس عبد المجيد تبون في التركيز على الأوضاع الملتهبة في الشرق الأوسط وتركيز الاهتمام على القضايا العربية والإفريقية كلّلت جهودها بحصيلة إيجابية لفترة رئاستها لمجلس الأمن تضاف إلى نجاحات أخرى حققتها منذ انتخابها عضوا غير دائم بهذه الهيئة الأممية على رأسها استصدار قرار يطالب بوقف إطلاق نار “فوري” و”دائم” في غزة في مارس الماضي بعد فشل المجلس في اعتماد عدة مشاريع قرارات أخرى بسبب الفيتو الأمريكي، وكذا إعادة طرح مسألة منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة.

وخلال رئاسة الجزائر طيلة شهر جانفي المنقضي لمجلس الأمن المتكون من 15 دولة، لكل منها صوت واحد، منها خمس دول دائمة العضوية، لها حق النقض “الفيتو” وهي: الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية، و10 دول أعضاء غير دائمة تنتخب لمدة عامين من قبل الجمعية العامة، وهي: الجزائر، وغويانا، وكوريا الجنوبية، وسيراليون، وسلوفانيا، إضافة إلى الصومال، وباكستان، وبنما، والدنمارك، واليونان ، بلغت مخرجات المجلس 9 مخرجات و4 قرارات مع 0 استعمال لحق النقض .كما تم عقد 16 اجتماعا وزاريا حول الشرق الأوسط و9 اجتماعات حول المسائل الإفريقية .

وشهدت فترة رئاسة الجزائر لمجلس الأمن الدولي أكثر من 85 مشاركا من غير أعضاء المجلس و 37 اجتماعا مفتوحا ومشاورات مغلقة وصدرت 3 بيانات رئاسية ، إضافة إلى إحاطات من الأمين العام للأمم المتحدة ، نائبة الأمين العام الأمين العام لجامعة الدول العربية، مفوض مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي ، رؤساء وكالات الأمم المتحدة مساعدو الأمين العام ومبعوثيه وممثليه .

وسجلت رئاسة الجزائر تلبية لكل دعواتها في 75 ساعة من الاجتماعات وضعت خلالها الدبلوماسية الجزائرية المنطقتين العربية والإفريقية في صلب أولوياتها في عملها الدؤوب للدفاع عن القضايا العادلة، ومواجهة التحديات التي تهدد السلم والأمن الدوليين، وإيصال صوت إفريقيا إلى العالم.

وتمكنت الدبلوماسية الجزائرية خلال هذه الفترة، وبتوجيهات سامية من الرئيس عبد المجيد تبون، من طرح العديد من القضايا والتحديات العالمية المتعلقة بالسلم والأمن، على غرار القضية الفلسطينية وتهديدات وقف نشاط وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والوضع في لبنان وسوريا واليمن وليبيا والسودان، إلى جانب الأزمات في جمهورية الكونغو الديمقراطية وهايتي وكولومبيا، مع التركيز على مكافحة الإرهاب في إفريقيا.

وأوصت الجزائر خلال رئاستها لمجلس الأمن بأهمية اضطلاع المجلس بمسؤولياته لتثبيت الاتفاق بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني ومتابعة تنفيذه، والدفع نحو إطلاق مسار سياسي جاد تحت رعاية الأمم المتحدة للوصول إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، وكلها التزام بمواصلة جهودها لدعم الشعب الفلسطيني وتلبية احتياجاته الإنسانية، والمساهمة في مسار المصالحة الوطنية الفلسطينية.

وبالمقابل أكدت الجزائر على أهمية تضافر الجهود بين جامعة الدول العربية والأمم المتحدة لإبعاد لبنان عن الاضطرابات المستمرة، وشددت على ضرورة مرافقة سوريا في مسار استعادة السلم والأمن واستعادة سيادتها الكاملة، إضافة إلى وقف التدخلات العسكرية التي تعرقل جهود الأمن والسلام في اليمن ودعم عملية سياسية بقيادة يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة. كما تمكنت الجزائر من انتزاع موافقة تاريخية تتيح للمؤسسة الليبية للاستثمار إعادة استثمار أصولها المجمدة في المنظمات المالية الدولية، وهو قرار يحمي هذه الأصول من التآكل ويحفظ قيمتها. كما نجحت في إلزام لجنة العقوبات بإبلاغ السلطات الليبية بمستجدات الأصول المجمدة، بما يمنح ليبيا فرصة أكبر لتتبع أموالها.

وبخصوص مكافحة الإرهاب في إفريقيا، قدمت الجزائر في جانفي رؤيتها لمكافحة الإرهاب والتطرف في إفريقيا، وشددت على أهمية معالجة أسباب الظاهرة إلى جانب تداعياتها الأمنية. وأعرب مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن في الاتحاد الإفريقي، السفير بانكولي أديوي، عن تقديره لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لدعمه المستمر للمساعي القارية لمكافحة الإرهاب، كما تبنى مجلس الأمن بيانًا رئاسيًا يكرّس الاعتراف الدولي بدور الرئيس عبد المجيد تبون نصير الاتحاد الإفريقي لمكافحة الإرهاب.

شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا