في خطوة تعكس حرص السلطات الجزائرية على حماية قيم الدين الإسلامي ومكانة نبي الرحمة، محمد صلى الله عليه وسلم، قامت مديرية التجارة بولاية بجاية بمصادرة كتاب “آخر أيام محمد” للكاتبة التونسية هالة الوردي.
هذا العمل، الذي تم نشره منذ حوالي عشر سنوات، أثار جدلًا واسعًا وأصبح محور حديث العديد من النشطاء والمثقفين في البلاد.
تأتي هذه المصادرة في إطار جهود السلطات الجزائرية للحد من انتشار الأفكار التي تعتبر غير متوافقة مع تعاليم الإسلام. وكان أرزقي آيت العربي مدير دار النشر “كوكو”، هو من كشف عن هذا القرار الذي صدر لتاريخ 23 جانفي 2025 عبر نشر صورة لرخصة سحب الكتاب بشكل نهائي من التداول ببجاية، عبر حسابه بموقع فيسبوك.
وجاء في الوثيقة بأن الكتاب “غير متوافق مع تعاليم ديننا” ويحتوي على “أفكار سامة” تمس بحياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وتعد هذه الخطوة أكثر من مجرد إجراء إداري، حيث تعكس تفانيًا في حماية القيم الإسلامية من التلاعب والتشويه.
الكتاب، الذي يحتفي بتقديم رؤية جديدة حول السيرة النبوية، يزعم أنه يكشف معلومات وأحداث تجاهلها الكثير من المؤرخين. لكن، هل من المقبول استخدام التاريخ كوسيلة لنشر الشكوك حول شخصية نبوية عظيمة؟.
إن التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية اليوم تتطلب منا التمسك بقيمنا والدفاع عنها ضد الهجمات الفكرية التي تهدف إلى زعزعة الإيمان.
هالة الوردي، التي تتبنى نهجًا تحليليًا تخيليًا أو بالأحرى تشويهيًا، في تناولها للأحداث التاريخية، لم تفكر في العواقب التي قد تترتب على كتاباتها. فبدلًا من تقديم صورة موضوعية، تسعى إلى إثارة الفتنة من خلال تصوير النبي محمد كرجل ضعيف ومهدد، وهو ما يتعارض مع مكانته العظيمة في قلوب المسلمين.
إن هذه الرواية لا تعكس فقط جهلًا بتاريخ الإسلام، بل تعكس أيضًا محاولة لنشر أفكار تثير الفتنة بين المسلمين.
والسلطات في بجاية، من خلال هذه المصادرة، تؤكد على أهمية الحفاظ على وحدة الأمة ورفض كل ما من شأنه أن يثير البلبلة أو الشكوك حول تعاليم ديننا.
والدفاع عن الإسلام ليس مجرد واجب ديني، بل هو واجب وطني أيضًا. فالحديث عن النبي محمد يجب أن يُعالج بحذر واحترام شديد ، ويجب أن يتمتع بالأمانة العلمية التي تليق بمكانته وحضرته.
إن مصادرة الكتاب ليست سوى الخطوة الأولى في مواجهة محاولات التفكيك الفكري التي تسعى إلى استغلال التاريخ لأغراض شخصية أو سياسية. وفي الوقت الذي تسعى فيه هالة الوردي إلى تقديم نفسها كناقدة، يجب أن ندرك أننا جميعًا مسؤولون عن حماية قيمنا ومعتقداتنا.
ثم أن الكتابات التي تهدف إلى التشكيك في المقدسات الإسلامية يجب أن تواجه بصرامة، لأن أي تساهل في هذا السياق قد يؤدي إلى نتائج وخيمة.
ختامًا، إن مصادرة كتاب “آخر أيام محمد” ليست مجرد إجراء إداري، بل هي تعبير عن الالتزام العميق للشعب الجزائري بقيم الإسلام والمقدسات.
وهذه الخطوة تجسد إرادة الأمة في حماية هويتها وثقافتها من أي محاولات للتلاعب أو التشويه. فالتاريخ ليس مجرد روايات تكتب، بل هو إرثٌ يُحفظ بقلوب الأجيال.
والجزائر، بتاريخها العريق، ستظل دائمًا حاميةً لقيم الحق والعدل، ولن تقبل أي مساعٍ تهدف إلى النيل من قدسيتها لتظل دائمًا منارةً للحرية والإيمان.
@ آلاء عمري