آخر الأخبار

"الجوسسة "تتسبب في فضائح لجهاز المخابرات المغربية .."يوبا لغديوي" و "زغلامي" يكشفان التدعيات

شارك الخبر
بواسطة محمد قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد قادري

الجزائر الآن ـ حملت التطورات المتسارعة الخاصة بالجاسوس المغربي ” يوسف ال ع) الذي كان ينشط فوق التراب الألماني أخبارا غير سارة للمخزن المغربي وجهاز مخابراته التي وجدت نفسها في مواجهة فضيحة جديدة فوق الأراضي الأوروبية مجددا و هذه المرة فوق الأراضي الألمانية .

فمن فضيحة ماروك غايتس إلى فضيحة بيغاسوس و صولا إلى قضية الجاسوس الأخيرة بألمانيا تحولت أجهزة المخابرات المغربية بحسب عدد من المتابعين الأوربيين إلى جهاز راشي ومرتشي ، لا أقل و لا أكثر .

هذا و قد ألقى ضباط من المكتب الاتحادي للتحقيقات الجنائية القبض على مغربي للاشتباه في أنه جاسوس يعمل لصالح جهاز الاستخبارات المغربية .

وأعلنت النيابة العامة الاتحادية في كارلسروه الألمانية الخميس (16 جانفي 2025)، أنّ المشتبه به (يوسف. ال ع) تم القبض عليه يوم أمس الأربعاء فور وصوله إلى مطار فرانكفورت آم ماين.

وذكرت السلطات في مدينة كارلسروه الألمانية أنّ المتهم كان محتجزا في إسبانيا منذ الأول من ديسمبر 2024 بناء على مذكرة توقيف أوروبية. وتم تسليمه إلى ألمانيا أمس الأربعاء.

وأمر قاضي تحقيقات في المحكمة الاتحادية العليا بوضعه قيد الحبس الاحتياطي.

وفقا للاتهامات، يعتقد أن الرجل قام منذ جانفي 2022 بالتجسس على أنصار حركة “حراك الريف”، التي تطالب بالاستقلال عن النظام العلوي في الرباط.

وأوضح الادعاء العام الاتحادي الالماني في بيانه أنّ المتهم تعاون مع رجل آخر كان مكلفا من قبل جهاز الاستخبارات الخارجية المغربي، وقال الادعاء إنّ الشريك قام بنقل المعلومات التي تم جمعها إلى الضباط المسؤولين عنه. وفي المقابل، تكفل جهاز الاستخبارات، وفقا لتقارير سابقة، بتكاليف رحلات المتهم التي بلغت قيمتها حوالي 5000 أورو، والتي قيل إنها استخدمت أيضا لأغراض شخصية، بحسب ما ورد في لائحة الاتهام.

وكان المكتب الاتحادي للتحقيقات الجنائية ألقى القبض على هذا الشريك في نوفمبر2022 في منطقة كولونيا غربي ألمانيا. ووفقا للبيانات، صدر بحقه حكم نهائي بالسجن لمدة عام وتسعة أشهر مع إيقاف التنفيذ. وبصفته أعلى هيئة للادعاء العام في ألمانيا، يختص الادعاء العام الاتحادي في كارلسروه بالنظر في قضايا التجسس إلى جانب قضايا الإرهاب والقانون الجنائي الدولي.

يوبا الغديوي رئيس الحزب الوطني الريفي : الجوسسة المغربية في أوروباتجاوزت كل الحدود الأخلاقية والقانونية

مصدر الصورة

هذا و قد إعتبر يوبا الغديوي رئيس الحزب الوطني الريفي الذي يعتبر نشطاء حزبه من ضحايا المشتبه فيه ” الجاسوس ” يوسف …” في إتصال مع صحيفة الجزائر الآن الالكترونية أن توقيف السلطات الإسبانية جاسوساً مغربياً وتسليمه إلى ألمانيا أثار جدلاً واسعاً حول الانتهاكات المتكررة التي يمارسها النظام المغربي عبر جهازه الاستخباراتي معتبرا في ذات السياق أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، بل هي جزء من سلسلة طويلة من عمليات التجسس التي تمثل تعدياً صارخاً على سيادة الدول الأوروبية.

رئيس الحزب الوطني الريفي أكد إن ما يقوم به النظام المغربي من أعمال تجسس وانتهاكات صارخة يعكس الوجه الحقيقي لنظام المخزن الذي لا يتردد في تجاوز كل الحدود الأخلاقية والقانونية لتحقيق مصالحه. هذه الممارسات تمثل تدخلاً سافراً في سيادة الدول الأوروبية، التي من المفترض أنها تلتزم بمبادئ الديمقراطية واحترام القانون الدولي. ومع ذلك، بحسب “يوبا الغديوي” فإن غياب رد أوروبي حازم على هذه التجاوزات يثير تساؤلات جدية، خصوصاً في ظل العلاقات الاقتصادية والسياسية التي تجمع بعض الدول الأوروبية مع النظام المغربي .

غير أن يوبا الغديوي أوشح أنه يبدو أن المصالح المشتركة تطغى على الالتزام بالقيم والمبادئ التي يفترض أن تكون فوق كل اعتبار.

رئيس الحزب الوطني الريفي الذي يطالب باسترجاع سيادته على جمهورية الريف أضاف بأن اللافت في الأمر هو محاولة الإعلام التابع للمخزن المغربي التستر على هذه الفضيحة عبر نشر الأكاذيب والتشويش على الحقائق. فقد ادعى هذا الإعلام أن الجاسوس المعتقل لا علاقة له بالمغرب، في محاولة يائسة للهروب من المسؤولية. لكن الحقيقة لا يمكن طمسها، إذ سبق للقضاء الألماني أن أدان شريكاً لهذا الجاسوس قبل عامين بعقوبة السجن، مما يؤكد بشكل قاطع تورط النظام المغربي.

وتابع ذات المتحدث (السؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف يمكن لأي عاقل أن يشكك في مصداقية القضاء والأجهزة الاستخباراتية الألمانية، ويصدق رواية نظام المخزن الذي عُرف بتلاعبه بالحقائق وإخفائه للجرائم؟ هذا التناقض الصارخ يعكس مدى عجز النظام المغربي عن مواجهة الحقائق، ومحاولته المستمرة تضليل الرأي العام، سواء داخل المغرب أو خارجه.)

لغديوي أشار أيضا أن هذه الحادثة تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتوحيد الجهود الدولية لمحاسبة النظام المغربي على انتهاكاته المتكررة. من الضروري أن تضع الدول الأوروبية حداً لهذه السلوكيات العدوانية، وأن تضع المصالح الآنية جانباً لصالح حماية القيم الديمقراطية وسيادة القانون.

و أختتم لغديوي كلامه بالتأكيد على أنه ، لا يمكن للصمت أن يكون خياراً أمام هذه الانتهاكات. فضح هذه الممارسات ومطالبة المجتمع الدولي بالتصدي لها هما السبيل الوحيد لحماية سيادة الدول وضمان احترام القانون الدولي.

العيد زغلامي: “فنيات الجوسسة المغربية أصبحت مفضوحة والمغرب يعتمد على شبكة لوبيات تنشط في أوروبا”.

مصدر الصورة

اعتبر أستاذ العلوم السياسية، البروفيسور العيد زغلامي، أنّ فنيات “الجوسسة المغربية” أصبحت مفضوحة في كل العالم، وما حدث في ألمانيا جاء ليؤكد هذا الأمر.

وذلك بعدما أعلنت السلطات الألمانية استلام جاسوس مغربي من إسبانيا، وظفته المخابرات المغربية للتجسس على المشاركين في “حراك الريف” الناشطين في ألمانيا.

وأضاف زغلامي في حديث مع صحيفة “الجزائر الآن” الكترونية،، أنّ سقطة النظام المخزني ليست جديدة، فهو متعود على التجسس على كل من يدعم حراك الريف ومؤيدي جمهورية الريف، أو المتضامنين مع حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، مشيرا إلى أنّ المخزن لديه شبكة من الجواسيس تنشط في كل مؤسسات دول الاتحاد الأوروبي.

وذكّر البروفيسور زغلامي، ما حدث داخل البرلمان الأوروبي، عندما تمكنت السلطات البلجيكية من كشف عدد من البرلمانيين الأوروبيين تقاضوا مبالغ هائلة من الأموال من طرف المغرب، وهذا من أجل دعم سياسته العدائية ضد الجزائر ومهاجمة كل مؤيد للشعب الصحراوي.

وقال أستاذ العلوم السياسية: “أريد القول أنّ المخزن قام بتفعيل شبكة لوبيات تنشط داخل أوروبا، وخاصة داخل الدول التي تدعم القضية الصحراوية، وهذا من أجل تحجيم دورها ومحاربة كل من يعارض سياسته التوسعية”

وأضاف المتحدث، أنّ المخزن لا يتجسس على معارضيه خارج المغرب فقط، بل أن شبكاته التجسسية تنشط أيضا داخل البلاد ولم يسلم منها معارضو التطبيع مع الكيان الصهيوني.

بالعودة إلى قضية الجاسوس الذي تم توقيفه في ألمانيا، قال زغلامي، أنّ داعمي “جمهورية الريف” أصبحوا ينشطون بقوة مطالبين بالحرية والاستقلال ويجدون الكثير من الدعم في أوروبا، وهذا ما يقلق المخزن، الذي يريد التغلغل داخلهم بزرع جواسيس وسطهم، للتأثير عليهم، ونقل تقارير عنهم إلى الاستخبارات المغربية.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أنّ النظام المغربي، مستعد لفعل أي شيء، فرغم تعدد فضائحه إلا أنّه يواصل سياسته الخبيثة، معتمدا على أساليب غير أخلاقية، سواء بشراء الذمم أو التهديد، كما أنّه يعتمد على مجموعات يقودها أفراد من الجالية المغربية المنتشرة في هولندا وبلجيكا وفرنسا وإسبانيا، وذلك مقابل مبالغ من المال أو التهديد .

وذكر العيد زغلامي بفضيحة “بيغاسوس”، التي عرّت نظام المخزن أمام العالم، وكانت سببا في تأزم العلاقات بينه وبين إسبانيا وفرنسا، مشيرا إلى أنّ سياسة المغرب الخارجية مبنية على الجوسسة، والمخدرات، حيث يعتبر المنتج الأول لها في العالم.

وفي الأخير تمنى البروفيسور العيد زغلامي، أن تنتبه الدول الأوروبية، خاصة فرنسا وإسبانيا لسياسة المخزن التي قد تكون سببا في توترات كبيرة في المنطقة.

شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا