الجزائر الآن ـ في ظل مايعرفه العالم ككل والدول السائرة في طريق النمو وكذا دول ما اتفق عليه العالم الثالث، من العواصف و الحروب الرقمية العابرة لكل ماهو مادي، لا توقفها حدود طبيعية ولا أنظمة دفاع متطورة ولا حتى أقمار صناعية، تأكل الأخضر واليابس، تدمر ماهو موجود وتمهد لما يجب أن يكون وفق الاجنذة الغير مرئية.
هنا يطرح السؤال الأصعب :
مايجب ان يكون؟.
هو تصور يصنع في مخابر سرية، لا نعرف شيئا عنها .
أسيادها لا نعرف لهم اسما أو صورة.
أهدافها، تتلخص في كلمة الدمار لاستمرار الهيمنة والجبروت، كما أنها تقدم في صور الديمقراطية والحريات، والمثلية الجنسية، وحرية المرأة وغيرها من مطالب، تباع وتشتري في ميادين مايعرف بالثورات الشعبية التي تم تلوينها بالوان المثلية الجنسية.
ينتج عن هذا التصور نتائج، مهما اختلفت فستكون، الخراب المدمر لمن حيكت ضده وبدون استثناء.
بدايتة بتدمير الاقتصاد، القضاء على الموارد المائية، على الطاقات البشرية.
وقد سبق كل هذا مايعرف بالهندسة الاجتماعية والتي تم من خلالها دراسة معمقة للمجتمع المستهدف، من أجل دغدغته وتوجيهه إلى مايخدم مصالحهم وعلى حساب المصالح العليا لبلدانهم، وهذا بخلق الحواجز بين الحاكم والمحكوم.
انها الفوضى المنشودة، ومهما تعددت العناوين والتسميات، فهو الدمار.
هنا قد يسأل البعض :
كيف تحقق قوى الظلام مخططاتها؟.
الإجابة بسيطة ولكنها صعبة، تحققها بالفوضى، بالثورات، بالحروب الأهلية، حيث تذمر كل الرموز، الثقافة، المرجعيات ، الثوابت، التاريخ، والحضارة، وكل هذا باستعمال وسيلة واحدة، الا وهي الاعلام.
نعم الاعلام، أو بالأحرى وسائل الإعلام والتواصل، ليس للإعلام بمفهومه التقليدي، المحصور، في التلفزيون والجريدة، والراديو، بل بكل مكوناته الحديثة.
الآن ،مع الثورة الرقمية التي اغرقتنا في كم رهيب من المعلومات، صحيحة او خاطئة ، مزيفة او حقيقية، أصبحت تسير الجماهير وفق استراتيجيات ميكايفيلية، مدمرة، بعلم أو جهل تدفع الجمهور او المتلقي إلى جهنم وهو مغيب عن الحقيقة، ثورات وردية ملونة بألوان الشذود، سيعوضها لون الدماء، لتنتقل من عبق رائحة الورود إلى وديان من الدماء.
تستغل هذه المخابر في حروبها، كل الوسائل المحسوبة على الاعلام، من قنوات تلفزيونية، منصات رقمية، مؤثرين، صناع محتوى، العاب الكترونية، المهم هو الدخول إلى منطقة اللاوعي، في دماغ المتلقي، وتسييره ليدمر مستقبله بيده.
الاعلام ، داء ودواء.
هنا ولمواجهة ، كل ماسبق، والذي اختصرناه، يتوجب ان يمتلك المتستهدف، أو الذي قد يستهدف وسائل دفاع فعالة، ذكية وخفية وبتكاليف ليست بالباهضة، لأنه وان كان الدور ليس دورك اليوم فمن المؤكد انه سيكون غدا .
ان امتلاك اعلام محترف وفعال، وأنا هنا أركز على آلة اعلامية متكاملة الأجزاء، قبل أن تدافع وتصد الهجمات الخسيسة والهمجية، من الصديق قبل العدو ،من الجار قبل البعيد، ان تعمل على بناء جبهة داخلية صلبة، تتميز بوعي جماعي لا يمكن تغليطه او تنويمه، أو توجيهه، آلة اعلامية تهاجم ليس اعتداء، بل استباقا.
ـ هذه الآلة الاعلامية، تبنى على قواعد صحيحة، علمية ، فعالة ومرنة، تجمع المعطيات، وتفكر وتقدم الحلول، ليتخد القرار المناسب في الوقت المناسب.
ـ هذه الآلة الاعلامية، تجمع بين وسائل للإعلام التقليدية، بين المنصات الرقمية، المؤثرين وصناعة المحتوى، الفنانين وكل الصفحات المؤثرة ليس في العالم الرقمي فقط وحتى العالم الواقعي.
ـ آلة اعلامية، تلعب دور وكالات الاعلام، دور وكالات الاتصال، ولا ننسى وكالات العلاقات العامة، بكل ماتقوم به من أدوار ومهام.
ـ آلة اعلامية، تمتلك صحفيين، يكتبون بعدة لغات وفي عقر ديار من اراد بنا، شرا ، وفي أكبر الصحف والقنوات الاعلامية.
ـ آلة اعلامية، توجه، المؤثرين، والسياسين والاعلاميين، والاقتصاديين ، للدفاع عن المصالح العليا للوطن وخلق رأي عام موحد خدمة للوطن.
ـ آلةاعلامية تصنع الخبر، تضع الاستراتيجيات الإعلامية، والخطوط والعناوين، الواجب انتهاجها.
ـ آلة اعلامية، تصنع الاجماع لدى الجمهور..تصنع الثقافة، تروج لكل ماهو جميل، تكون هجومية لا دفاعية استباقية، وليس رد الفعل.
( 1 ) يتبع ..
الكاتب : رفيق شلغوم ، مؤسس ومدير نشر صحيفة “الجزائر الآن” الالكترونية وكاتب مقال رأي بعدد من الصحف العربية