Jamie Lee Curtis saying the Palisades look like Gaza when she’s the same person who used a photo of a Palestinian child after being bombed and claimed it was a child in Israel??? Hell isn’t hot enough for her pic.twitter.com/fGKmy95Ds9
— Meech (@MediumSizeMeech) January 10, 2025
في تصريح أثار جدلًا واسعًا، قامت النجمة الأمريكية المشهورة “جيمي لي كيرتس” بمقارنة الحرائق المدمرة في لوس أنجلوس بالوضع الإنساني في غزة. وإن كان من الواضح أن بطلة Halloween، حاولت أن تبرز شدة تأثرها بواقع مدينتها، بإختيار أكثر مكان يتمزق في العالم، لتقارن وقع قوة الألم الذي تشعر به، وهو موقف يبدو أنه قد صدر من النجمة الأمريكية كمحاولة لتصحيح مواقف سابقة أيدت فيها الكيان الصهيوني، ثم تراجعت عن ذلك بعد فترة.
وأدى هذا التصريح القوي الذي جاء خلال مؤتمر صحفي لترويج فيلمها الجديد “The Last Showgirl” وعُقد في 11 جانفي 2025، إلى إثارة ردود فعل غاضبة من أولئك الذين يؤمنون بأن لا مجال للمقارنة بين حرائق عابرة بكارثة إنسانية متواصلة ومجزرة لا تتوقف.
بدأت النجمة كيرتس حديثها بالإشارة إلى حجم الكارثة التي تعاني منها لوس أنجلوس، قائلة: “لقد ولدت ونشأت في مدينة الملائكة، والمدينة بأكملها تحترق في كل مكان. لقد اختفى جزء كبير من “باسيفيك باليسيدز” (حي للأثرياء في لوس أنجلوس).
وأكدت أنها تعيش في منطقة أخرى، ولكنها شعرت بعمق التأثير الذي أحدثته الحرائق على المدينة. ثم أضافت: “ولكن، للأسف، يبدو أن كل ماحدث يشبه غزة أو أي مكان من تلك الدول التي مزقتها الحرب حيث حدثت أشياء فظيعة”.
من جهة أخرى، أثارت تصريحات كيرتس استياءً كبيرًا في الأوساط الصهيونية، حيث اعتبرت هذه المقارنة “غير ملائمة” و”مستفزة”. العديد من الناشطين الإسرائيليين ادعوا أن كيرتس تسيء إلى ما وصفوه “معاناة” ضحايا الجنود الصهاينة، من خلال تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين، بينما تجاهلت في اعتقادهم في الوقت نفسه الهجمات التي يتعرض لها الكيان العبري.
هذا الرد العنيف يظهر كيف أن أي إشارة إلى المعاناة الفلسطينية يمكن أن تُعتبر تهديدًا للخطاب الصهيوني السائد، مما يكشف عن حساسية الوضع وتأثير التصريحات الإنسانية على الرواية الإسرائيلية.
هذه المقارنة من جهة أخرى أثارت موجة من الانتقادات، حيث وصفها البعض بأنها تفتقر إلى الفهم العميق للوضع الإنساني في غزة. العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عبروا عن استيائهم من استخدام كيرتس لمأساة إنسانية كوسيلة لشرح تأثير الحرائق في بلدها. واعتبر البعض أن مثل هذه التصريحات يمكن أن تؤدي إلى تقليل معاناة الناس في مناطق النزاع.
إن تصريحات كيرتس ليست مجرد كلمات، بل تعكس صوتًا قويًا يتحدى الروايات الرسمية. لقد أثبتت وإن كانت مقارنتها بعيدة وظالمة، كيف أن التعاطف مع معاناة الفلسطينيين يمكن أن يؤدي إلى ردود فعل قوية من أولئك الذين يسعون لتهميش هذه القضية. في الوقت الذي تسعى فيه كيرتس إلى تعزيز الوعي بقضية إنسانية، فإن ردود الأفعال التي تلقتها تكشف عن عمق الانقسام الذي يعيشه المجتمع الدولي بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
في نهاية المطاف، فإن تصريحات جيمي لي كيرتس تبرز أهمية استخدام الفن والمشاهير كمنصات لتسليط الضوء على القضايا الإنسانية المظلومة. في عالم يتسم بالصمت تجاه معاناة الفلسطينيين، يبقى صوت هؤلاء بمثابة دعوة لتحدي الظلم، وكسر الحواجز التي تفرضها الروايات السائدة. إن ما قالته كيرتس هو دعوة للتفكير، وللإنسانية في مواجهة المعاناة، وللتضامن مع أبرياء غزة، حتى ولو كانت المقارنة بعيدة، إذ ليس هناك مجال بين المقارنة بين حرائق قد تخمد وجرائم تستعر وتأبى أيدي الاحتلال أن تطفئها.