أعلنت الأمم المتحدة عن فتح باب الترشح لجائزة نيلسون مانديلا 2025، وهي جائزة فخرية تهدف إلى تكريم الأفراد الذين كرسوا حياتهم لخدمة الإنسانية.
هذه الجائزة ليست مجرد تكريم، بل هي تذكير بقيم نيلسون مانديلا، الذي يُعتبر رمزًا عالميًا للسلام والمصالحة.
تُمنح هذه الجائزة حسب Espace Manager، للأشخاص الذين يساهمون في تعزيز مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، وتكريمًا لإرث مانديلا في مجالات المصالحة والتحول السياسي والاجتماعي، تُمنح الجائزة كل خمس سنوات لمرشحين من الجنسين، حيث يتم اختيار فائز واحد من النساء وآخر من الرجال. ويعكس هذا التنوع روح مانديلا، الذي كان يؤمن بالمساواة والعدالة.
يمكن تقديم الترشيحات عبر الإنترنت حتى 28 فيفري 2025. على أن تُقبل هذه الترشيحات من الحكومات، والمنظمات غير الحكومية، ومؤسسات التعليم العالي، وكذلك الفائزين السابقين، ما يعكس شمولية الجائزة وامتداد تأثير مانديلا. وستقوم لجنة مؤلفة من ممثلين عن الدول الأعضاء وخبراء مختصين باختيار الفائزين، الذين سيتم الإعلان عنهم في ماي 2025.
لقد كان نيلسون مانديلا شخصية محورية في تاريخ جنوب إفريقيا والعالم، حيث قاد النضال ضد نظام الفصل العنصري. عُرف بإيمانه العميق بالمصالحة، وأظهر للعالم كيف يمكن للعدو أن يصبح صديقًا من خلال الحوار والتفاهم. إن قيمه لا تزال حية، ويستمر تأثيره في إلهام الأجيال الجديدة.
تاريخ نيلسون مانديلا وعلاقته بالجزائر هو دليل آخر على التزامه بالحرية والعدالة. خلال فترة نضاله ضد الفصل العنصري، كانت الجزائر من أوائل الدول التي دعمت حركته. قدمت الحكومة الجزائرية الدعم المالي والسياسي لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، مما ساعد في تعزيز جهودهم ضد الظلم، كما أن الجزائر استضافت العديد من الاجتماعات والفعاليات التي جمعت النشطاء المناهضين للفصل العنصري، مما يعكس التضامن الإفريقي في مواجهة الاستعمار والتمييز.
تعتبر الجزائر اليوم جزءًا من الإرث الذي تركه مانديلا، حيث تواصل العمل من أجل العدالة الاجتماعية والحقوق الإنسانية. إن تأكيد مانديلا على أهمية التضامن بين الشعوب لا يزال يؤثر على العلاقات الدولية، خاصة في سياق دعم الحقوق الفلسطينية والتحرر من الاستعمار.
تسليط الضوء على جائزة نيلسون مانديلا يعكس أهمية القيم الإنسانية في وقت تتزايد فيه التحديات العالمية. إن تكريم الأفراد الذين يسعون لتحقيق التغيير الإيجابي يُعتبر خطوة مهمة نحو بناء عالم أفضل. والجائزة تمثل صوتًا للذين لا صوت لهم، وتؤكد على ضرورة الدفاع عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
جائزة الأمم المتحدة نيلسون مانديلا 2025 ليست مجرد تكريم لشخصيات بارزة، بل هي دعوة للجميع للعمل من أجل عالم أكثر عدلًا وحرية. بينما نحتفل بإرث مانديلا، يجب أن نتذكر أن كل واحد منا لديه القدرة على إحداث تغيير، وأن قيم الحب، والسلام، والمصالحة يجب أن تكون في صميم كل جهد نعمل عليه. فالترشح لهذه الجائزة هو فرصة لتسليط الضوء على أولئك الذين يواصلون نضال مانديلا، ويعملون بلا كلل من أجل الإنسانية.