في خطوة تعكس تصاعد الاحتجاجات ضد السياسات الصهيونية، قام طلاب من معهد العلوم السياسية في ستراسبورغ الفرنسية، بقطع المدخل الرئيسي للمدرسة يوم الاثنين 6 جانفي 2025. هذه الاحتجاجات حسب BFMTV وعدة مواقع فرنسية، جاءت ردًا على تجديد الشراكة بين المعهد وجامعة ريشمان في هرتسليا، إسرائيل، والتي تم تعليقها سابقًا في جوان بسبب الاعتداءات الصهيونية الوحشية و المستمرة في غزة.
خلفية الشراكة
تأسست الشراكة بين علوم ستراسبورغ وجامعة ريشمان في عام 2015، حيث كان من المفترض أن يتم تبادل الطلاب بين المؤسستين. ومع ذلك، تم تعليق هذه الشراكة في جوان 2024، حيث أعرب المعهد عن قلقه من المواقف “العدوانية” للجامعة تجاه النزاع في غزة. لكن في خطوة أدت إلى استنكار واسع، أعاد مجلس إدارة المعهد تأكيد دعمه للشراكة في 18 ديسمبر، مما أثار غضب الطلاب والمجتمع الأكاديمي.
احتجاجات الطلاب
حمل الطلاب شعارات تعبر عن استيائهم، مثل “إسرائيل الاجرامية، العلوم السياسية متواطئة”، و”تسقط الصهيونية”. واصطفوا أمام المدخل مع حاويات قمامة تحمل عبارات مسيئة ضد إسرائيل. وأكّد الطلاب أن هذا الاحتجاج هو رد فعل على “القرار غير الديمقراطي” لإعادة الشراكة مع جامعة تُعتبر متواطئة في الجرائم ضد الإنسانية.
أحد الطلاب، ليو، وهو عضو في لجنة فلسطين في جامعة ستراسبورغ، أوضح أن “البناية مغلقة طوال اليوم، على الأقل”. وأضاف أن هناك اجتماعًا عامًا مقررًا في نهاية الصباح لبحث التصعيد في هذه الحركة الاحتجاجية. وأشار إلى الدعم المعلن من جامعة ريشمان لما يحدث في غزة وللطلاب الذين يخدمون في الجيش الصهيوني.
رد الفعل الرسمي
من جانبه، عبّر مدير المعهد، جان-فيليب هيرتين، عن عدم دهشته من الاحتجاج، قائلاً: “كنت أتوقع ذلك”. واعتبر أن الطلاب وبعض الزملاء يخطئون في تقدير الأمور، مُشيرًا إلى أن الجامعة تحافظ على “الحرية الأكاديمية”، وهو ما يعتبره أمرًا أساسيًا في التعليم العالي.
دعوات للضغط على إدارة المعهد
في خضم هذه الأحداث، استقال خمسة من أعضاء هيئة التدريس من مجلس إدارة المعهد، مُعبرين عن استيائهم من قرار المجلس بإعادة الشراكة. واعتبروا أن هذا القرار يمثل “إنكارًا للديمقراطية” ويعكس ضغوطًا داخلية وخارجية على إدارة المعهد.
أهمية التحرك الطلابي
تعتبر هذه الاحتجاجات جزءًا من حركة أوسع تدعو إلى إلغاء الشراكات مع الجامعات الإسرائيلية في سياق دعم القضية الفلسطينية. هذه الأحداث تسلط الضوء على تزايد وعي الطلاب وفعاليتهم في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، حيث يعتبر الكثيرون أن أي نوع من التعاون الأكاديمي مع المؤسسات الصهيونية يعني التواطؤ في الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني.
في النهاية، تظل قضية فلسطين في صميم النقاشات الأكاديمية والاجتماعية، حيث يسعى الطلاب إلى ضمان أن صوتهم يُسمع وأن حقوق الفلسطينيين تُحترم في جميع المجالات، بما في ذلك التعليم العالي.