الجزائرالٱن _ أكّد الرئيس التونسي، قيس سعيّد، على أنّ للدبلوماسية التونسية ثوابت راسخة ويجب أن تكون اليوم أكثر إشعاعا في العالم لا فقط على المستوى الدبلوماسي التقليدي، سواء الثنائي أو متعدد الأطراف، بل أيضا على المستوى الاقتصادي.
وأشار سعيّد خلال لقاء جمعه (الجمعة) بقصر قرطاج بوزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النفطي، إلى أنّه في طليعة هذه الثوابت “حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها” وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول مشددا على أنّ تسارع الأحداث في العالم كله اليوم لا يجب أن يؤدي الى تناسي الحق المشروع للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على كل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
كما شدّد الرئيس التونسي على مزيد الإحاطة بالتونسيين بالخارج وتقديم أفضل الخدمات لهم عن بعد حتى لا يتجشموا عناء التنقل لمقرات السفارات والقنصليات.
ورغم أنّ الرئيس قيس سعيّد تحدث عن مبادئ تسير عليها كل المجتمعات الحرة ودول العالم، إلا أنّ حديثه عن أحقية الشعوب” في تقرير مصيرها بنفسها”، أزعج “المخزن”، الذي سلّط أبواقه لمهاجمة الرئيس التونسي.
وقالت مختلف وسائل الإعلام المغربية وبلغة واحدة، أنّ الرئيس التونسي ومن خلال وصاياه لوزير خارجيته، أكد انحيازه التام، إلى السياسة الخارجية الجزائرية المعادية للمغرب، وقال موقع “24 ساعة”، أنّه “وعلى خطى نظرائه الجزائريين، عزز الرئيس التونسي الحالي هذا التوجه الجديد في السياسة الخارجية لبلاده مؤكدًا أن تونس تعارض التدخل في الشؤون الداخلية للدول”
وأضاف: ” ويمثل تصريح قيس سعيّد خطوة جديدة تتخذها تونس في اتجاه الانحياز إلى السياسة الخارجية الجزائرية. وكمثال على ذلك، امتنعت تونس في 29 أكتوبر 2021 عن التصويت في مجلس الأمن خلال اعتماد قرار حول الصحراء (المغربية). وبعد عشرة أشهر، استقبل الرئيس سعيد زعيم جبهة البوليساريو (الانفصالية)، خلال مشاركته في القمة الثامنة لمنتدى طوكيو الدولي للتنمية الإفريقية “تيكاد”..”
وكتب موقع “أنا الخبر” المغربي: “أصدر الرئيس قيس سعيّد تعليماته لوزير الشؤون الخارجية بجعل “الدفاع عن حق الشعوب في تقرير المصير” أحد ثوابت الدبلوماسية التونسية. وتعكس هذه الخطوة توجهًا غريبا من الرئيس، خاصة وأنّ الموضوع يثير تساؤلات حول مدى تأثيره على السياسة الخارجية للبلاد وعلاقاتها مع الدول المجاورة، خصوصا المغرب، الذي يعتبر قضية الصحراء جزءا من سيادته الوطنية. “
فيما اعتبر موقع “يا بلادي” ما جاء على لسان الرئيس التونسي مع وزير الخارجية، تأكيد على التقارب مع الجزائر، حيث “يساير الرئيس التونسي، قيس سعيّد الموقف الرسمي الجزائري بشأن القضية الصحراوية”
وفسّر متابعون ردة الفعل المغربية بخصوص أوامر الرئيس التونسي ، تأكيد على أنّ المغرب دولة استعمارية، وترفض أحقية الشعوب في تقرير مصيرها، خاصة أنّ مبادئ السياسة الخارجية التي تحدّث عنها الرئيس قيّس سعيد هي نفسها مبادئ الأمم المتحدة، وما قاله لا يعجب إلا الدول التوسعية على غرار المغرب والكيان الصهيوني.