خطوات كبيرة نحو تعزيز الأمن الغذائي الوطني

تسرع الجزائر الخطوات لزيادة الطاقة الاستيعابية لتخزين الحبوب عبر إنشاء عديد الصوامع بمختلف ولايات الوطن، وذلك في إطار جهود حكومية لتعزيز كفاءة القطاع والحد من الاعتماد على الواردات مع الاستمرار في خفض فاتورة وارداتها الغذائية العام الجاري.

وتشمل هذه الخطوات تعزيز قدرات النقل والتخزين عبر البلاد بما في ذلك الجنوب لتحسين جمع الحبوب المنتجة، وتأتي هذه الخطوات أيضا في سياق تأثر هذا القطاع الاستراتيجي الذي يعتبر أمرا حاسما لضمان الأمن الغذائي للبلاد بالجفاف الذي يجتاح منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وفي إطار برنامج رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الرامي إلى تأمين الأمن الغذائي من خلال تعزيز قدرات التخزين، استقبلت والي ولاية قالمة، حورية عقون، بمعية الأمين العام للولاية بالنيابة، وفدا رفيع المستوى يمثل مؤسسة الإنجاز التابعة للمجمع الصيني CR ـ GL، وذلك قصد تنظيم الترتيبات اللازمة للانطلاق في مشروع إنجاز صومعة استراتيجية جديدة لتخزين الحبوب بسعة 1 مليون قنطار ببلدية بومهرة أحمد، بحضور إطارات مؤسسة الإنجاز للشركة الصينية، مدير المصالح الفلاحية، رئيس دائرة قلعة بوصبع، المدير العام لمؤسسة CR ـ CEG، مدير مكتب الدراسات المكلف بالمشروع BEM-MILA ورئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية بومهرة.

المشروع يهدف إلى بناء صومعة استراتيجية جديدة على مستوى الوحدة الفلاحية للإنتاج “مخانشة نافع” ببلدية بومهرة أحمد بسعة تخزين إجمالية تقدر بـ1 مليون قنطار، والتي تعد جزءًا من رؤيا وطنية شاملة لتعزيز القدرات التخزينية للحبوب بما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي على مستوى الوطن.

وخلال الجلسة تم تقديم عرض حول تفاصيل المشروع، حيث ستقام الصومعة الجديدة على مساحة إجمالية تبلغ 5 هكتارات، في أرضية تمتاز بموقعها الاستراتيجي المحاذي للطريق الوطني، مع خطط مستقبلية لربطها بشبكة السكك الحديدية، انطلاقا من مشروع إنجاز خط السكة الحديدية الرابط بين بوشقوف-قالمة -الخروب (قسنطينة) هذا مما سيعزز من كفاءته اللوجستية.

والي الولاية أشارت إلى أهمية المشروع وأبعاده الاستراتيجية، مؤكدة التزامها الشخصي بمرافقته وتذليل كل العقبات الإدارية والتقنية التي قد تعترضه، كما شددت على أن المشروع يمثل إضافة نوعية للبنية التحتية الاقتصادية ليس فقط لولاية قالمة بل للوطن ككل.

وبعد الجلسة، نظمت الوالي خرجة ميدانية إلى موقع المشروع برفقة ممثلي مؤسسة الإنجاز المجمع الصيني، وهذا للوقوف عن كثب على الأرضية المخصصة لهذا المشروع ببلدية بومهرة أحمد وكذا استعراض التحضيرات اللوجستكية اللازمة تحسبا لانطلاق الأشغال.

الوالي أكدت على ضرورة الانطلاق في المشروع في أقرب الآجال، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار جلب يد عاملة محلية، وبهذا السياق، أكد ممثلو الشركة على التزامهم باستخدام يد عاملة محلية بنسبة تتراوح بين 60 و70% حسب مختلف مراحل الإنجاز، تعزيزا لدور المشروع في خلق فرص عمل للسكان المحليين.

ويمثل المشروع خطوة كبيرة نحو تعزيز الأمن الغذائي الوطني، حيث يعكس مساعي السلطات العليا للبلاد على بناء قدراتها الذاتية وتنمية مواردها المحلية.

من جهتها، أعلنت مديرية المصالح الفلاحية لولاية عين الدفلى، عن تخصيص ما يقارب 6.900 هكتار للزراعات الزيتية والبقول الجافة خلال الموسم الفلاحي 2025/2024، وقدرت المساحة المخصصة للزراعات الزيتية بأزيد من 1.900 هكتار، فيما بلغت مساحة زراعة البقوليات الجافة بحوالي 5.000 هكتار، وذلك في إطار الأهداف المسطرة من طرف القطاع الفلاحي خلال موسم 2025/2024، fحسب ما أفادت به مصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية لـ “واج”.

وأضاف المصدر أن المساحة المخصصة للزراعات الزيتية تشمل 915 هكتار لزارعة نبات السلجم الزيتي، حيث تم زرع خلال شهري نوفمبر وديسمبر الفارطين ما يقارب 90 بالمائة من المساحة المستهدفة، أي ما يعادل 815 هكتار، فيما يرتقب زراعة 990 هكتار من دوار الشمس نهاية شهر فيفري وبداية مارس المقبلين.

أما بخصوص زراعة البقول الجافة، تسعى مديرية المصالح الفلاحية لتحقيق الأهداف المسطرة والمتمثلة في زرع مساحة تقدر بـ5.000 هكتار من العدس والحمص والفول والبزلاء خلال الموسم الفلاحي الحالي، استنادا للمصدر نفسه، كما أشار المصدر إلى تنظيم برنامج تحسيسي مكثف لفائدة الفلاحين قصد انخراطهم في البرنامج التنموي الذي يتمثل في تطوير الزراعات الزيتية والبقول الجافة بالولاية، مؤكدا مرافقة الدولة للفلاحين من خلال توفير عدة خدمات كاقتناء البذور والأسمدة والعتاد الفلاحي المخصص للحرث والحصاد.