آخر الأخبار

فرنسا ترصد ميزانية ضعيفة للثقافة وتشعل غضب الملايين!

شارك الخبر

تواجه الثقافة في فرنسا أزمة حقيقية مع إعلان الدولة عن تخفيضات كبيرة في الميزانية المخصصة لهذا القطاع لعام 2025.

هذا القرار، الذي يعتبره العاملون في القطاع بمثابة “إعدام” للثقافة، يطرح تساؤلات جدية حول خلفية تهميش الحكومة الفرنسية لهذا المنحى الحساس.

كارثة في الميزانية

في منطقة “باي دو لا لوار”، يقول موقع France info تم التصويت على تخفيض قدره 62 في المائة من الميزانية المخصصة للثقافة، وهو ما يعد بمثابة ضربة قاصمة لهذا القطاع الحيوي.

ويشير أيمريك سيسو، نائب عمدة نانت والمسؤول عن الثقافة، إلى أن العواقب ستكون وخيمة، حيث من المتوقع أن تخسر المدينة أكثر من ثلاثة ملايين يورو نتيجة هذه التخفيضات.

تأثيرات التخفيضات

التخفيضات لا تقتصر على منطقة واحدة، بل تشمل أيضًا “إيل دو فرانس” التي ستشهد انخفاضًا بنسبة 27 في المائة، و”بروفانس ألب كوت دازور” حيث ستتراوح التخفيضات بين 5 في المائة و10 في المائة.

هذه القيود ستؤثر بشكل مباشر على فرص العمل والهياكل الثقافية، بالإضافة إلى تراجع أنشطة الوساطة الثقافية.

الصوت الثقافي في مواجهة الصعوبات

في الوقت الذي تتزايد فيه التحديات، يتساءل الكثيرون عن قدرة الثقافة على الاستمرار في ظل هذه الظروف الصعبة.

لقد كانت الثقافة دائمًا أداة للتغيير الاجتماعي ووسيلة للتعبير عن الهوية، ولكن مع هذه التخفيضات، يبدو أن فرنسا تتجه نحو تهميش هذه القيم الأساسية.

ردود الفعل من المجتمع الثقافي

تشعر العديد من الشخصيات الثقافية بالقلق إزاء هذه التحولات. حيث تعبر الفنانة “آن دوفال” عن استيائها بالقول: “إن الثقافة ليست ترفًا، بل هي حاجة أساسية. نحن بحاجة إلى الدعم لخلق بيئة ثقافية غنية ومتنوعة”.

تدعو هذه الأصوات إلى ضرورة إعادة التفكير في أولويات الميزانية الحكومية وتخصيص المزيد من الموارد للثقافة.

فرنسا لم تعد تعترف بعظماءها المثقفين!

تاريخ فرنسا الثقافي كان دائمًا يعكس تأثير المثقفين العظماء على مجريات الأحداث السياسية والاجتماعية، حيث لعبوا دورًا حيويًا في الدفاع عن حقوق الفقراء والمهمشين. من فولتير إلى روسو، ومن هوغو إلى زولا، تميز المثقفون بانتقادهم للسلطة ودعواتهم للتغيير الاجتماعي. لكن في السنوات الأخيرة، يبدو أن مكانة المثقفين قد تراجعت كثيرًا وبدأت فرنسا تتخلى عن عظماءها. بينما كانت البلاد تُعرف بتفاعلها الحي مع قضايا المجتمع، نجد اليوم أن الثقافة لم تعد تحظى بالاهتمام ذاته.

الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، على سبيل المثال، لجأ إلى مشورة الفيلسوف بيرنارد هنري – ليفي، مما يدل على استمرار الاعتماد على الأفكار الثقافية، لكن هذا الاعتماد يبدو محدودًا مقارنة بالعصور السابقة.

أما الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون فإنه لا يبالي بالمثقفين ، لاسيما بعد أن توحدت أصواتهم في رسالة مفتوحة، بضرورة تدخل فرنسا من أجل التوصل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، وبفرض عقوبات على “إسرائيل” والاعتراف بالدولة الفلسطينية.

دعوات للتغيير

ومع تزايد ردود الفعل السلبية، يدعو ملايين العاملين في القطاع إلى التحرك الفوري. فقد أطلقوا عريضة تطالب الحكومة الفرنسية بإعادة النظر في ميزانية الثقافة، مؤكدين على أهمية الاستثمار في الفنون كوسيلة لتعزيز الهوية الوطنية والرفاهية الاجتماعية.

@ آلاء.ع

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك الخبر


إقرأ أيضا