تعمل الجزائر على تطوير قطاع الطاقة، لزيادة الإنتاج وقدرات التصدير، وهو ما سيعزز مكانتها كمُورد مهم للطاقة للسوق الأوروبي العام المقبل، والحفاظ أيضًا على مكانتها كمورد هام للطاقة في حوض البحر الأبيض المتوسط.
وأوضح تقرير لوكالة “بلومبرغ”، السبت، أن شركة سوناطراك تخطط لزيادة قدرات تكرير النفط لتغطية طلب السوق المحلية وزيادة صادرات المحروقات والمنتجات المشتقة بدءًا من العام المقبل، بما في ذلك الغاز، وسط ترقب زيادة الطلب من الاتحاد الأوروبي الذي يواجه سيناريو وقف تدفق الغاز الروسي.
واعتمدت سوناطراك، الأسبوع الماضي “مخطط التنمية” للفترة 2025-2029 بالتركيز على زيادة الاستكشاف والإنتاج لتعزيز المحروقات وتطوير شبكة النقل عبر الأنابيب، ومن المقرر أن توقع الجزائر خلال العام الجديد شراكات جديدة لتطوير حقول غاز ونفط مع شركات دولية بعد طرح مناقصة دولية جديدة للمحروقات.
وتهدف خطط الجزائر لجذب استثمارات جديدة في قطاع المحروقات لتتمكن من الحفاظ على مكانتها كمورد هام للطاقة في حوض البحر الأبيض المتوسط والحفاظ على مستويات مقبولة من عائدات المحروقات مستقبلًا.
وأضاف التقرير، أنه بحلول نهاية ماي من العام المقبل، يُرتقب توقيع عقود محروقات جديدة مع شركات دولية ضمن مناقصة لتطوير 6 مشاريع حقول نفط وغاز أطلقتها عبر الوكالة الجزائرية لتثمين موارد المحروقات منتصف أكتوبر الماضي، وتعد هذه الخطوة هي الأولى منذ عقد بعد آخر مناقصة دولية أطلقتها الجزائر لاستكشاف المحروقات، كما تُعد واحدة من 5 مناقصات من المقرر إطلاقها سنويًا حتى 2028.
وتعمل سوناطراك، حسب التقرير ذاته، على تطوير شراكات مع الشركات العالمية لضمان استدامة الإنتاج، إذ تستهدف الوصول على 160 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز الأولي بحلول 2060، وعلى المدى المتوسط، حيث تعتزم الشركة إنفاق 50 مليار دولار للاستثمار في مجال الاستكشاف والتنقيب وإنتاج النفط والغاز والبتروكيماويات، منها 36 مليار دولار موجهة للاستكشاف والإنتاج.
وتمتلك الجزائر احتياطيات كبيرة من النفط والغاز التقليديين، حيث تقدر احتياطيات النفط بـ15.4 مليار برميل، و141 تريليون قدم مكعب من الغاز، بالإضافة إلى ذلك، هناك 247 اكتشاف بحاجة للتطوير، فيما تستهدف البلاد رفع الإنتاج الأولي من المحروقات 2.5 في المائة بزيادة 5 ملايين طن مكافئ نفط، ليصل إلى 206 ملايين طن مكافئ نفط وفق لأهداف موازنة 2025.
وأبرز الموقع، أن سعي الجزائر لزيادة الإنتاج وقدرات التصدير سيعزز مكانتها كمُورد مهم للطاقة للسوق الأوروبي العام المقبل، فمنذ بدء الحرب الروسية-الأوكرانية، استفادت من الطلب الكبير على الغاز وتمكنت من رفع حصصها في السوق الأوروبية لمستويات غير مسبوقة مستفيدةً من انتعاش الأسعار حينها، حيث لدى الجزائر القدرة على تصدير الغاز لأوروبا عبر الأنابيب بقدرة تصل إلى 43 مليار متر مكعب سنويًا، كما تمتلك أربع وحدات لتسييل الغاز يمكن استخدامها حسب الطلب في أوروبا.