الجزائر الآن _ يبدو أنّ الجزائر تجاوزت مرحلة الشك بخصوص استغلال الغاز الصخري، والتي امتدت على أكثر من عشر سنوات، حيث كان الجدل هو اللغة المتبادلة بين المؤيدين لاستغلال هذه الهبة الربانية لدعم الطاقة في البلاد كمرحلة أولى .وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني كهدف رئيس، وبين من يتحدثون عن الأضرار الناجمة عن عملية الاستغلال.
لقد كان لوصول الرئيس عبد المجيد تبون ، فرصة لإعادة بعث بارقة أمل في توظيف هذا المورد الهام من أجل الدفع بالاقتصاد الوطني أكثر فأكثر، ورغم أنّ العهدة الأولى، عرفت ما يشبه بمرحلة تقييم لاحتياطات البلاد من الغاز الصخري، فإنّ العهدة الثانية ستكون عملية أكثر، خاصة مع التعديل الحكومي الأخير، الذي شهد إلغاء وزارة الطاقة المتجددة وتغييرها إلى منصب “كاتب دولة” مكلّف لدى وزير الطاقة بشؤون الطاقة المتجددة .
وفي هذا الإطار جاء الإصدار السنوي لوحدة أبحاث الطاقة ومقرها واشنطن في تقريرها السنوي تحصلت عليه صحيفة “ الجزائر الآن” الالكترونية ( لم ينشر بعد) ،أنّ قطاع الطاقة في الجزائر، شهد إنجازات ضخمة خلال هذا العام، سواءً بمزيد من الاكتشافات النفطية والغازية، أو تلك المرتبطة بمشاريع الطاقة الشمية، بالإضافة إلى البدائل الطاقوية التي تملكها أكبر دولة في إفريقيا، خاصة في مجال الهيدروجين الأخضر، حيث شهد مشروع “الممر الجنوبي لنقل الهيدروجين” خطوة جديدة تمهّد لتنفيذه والذي تستهدف من خلاله الجزائر التصدير إلى أوروبا
وبالتأكيد يعتبر الغاز الصخري أحد أهم رهانات الجزائر الطاقوية، حيث تم توقيع صفقة تمهيدا للبحث عن هذه المادة الاستراتيجية، دون التخلي عن مختلف أنواع الطاقة الأخرى.
كما أنّ الجزائر وخلال هذا العام، الذي ينقضي بعد أيام، وضعت حجر أساس أكثر من محطة طاقة شمسية، في خطوة جاءت بعد تأخُّر وتأجيلات عديدة خلال السنوات الماضية، رغم الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها بمعدل سطوع الشمس من بين الأعلى عالميًا .
وفي مارس 2024، شهد قطاع الطاقة في الجزائر وضع حجر أساس أول محطة طاقة شمسية بقدرة 200 ميغاواط، ضمن برنامج توليد 3 آلاف ميغاواط تنفّذه شركة سونلغاز .
ومن المقرر تنفيذ المشروع خلال 14 شهرًا، متضمنًا 346 ألف لوح شمسي في ولاية المغير، حسب تأكيدات منصة “الطاقة” المتخصصة.
بينما وضع قطاع الطاقة في الجزائر خلال أفريل، حجر أساس المحطة الثانية ضمن البرنامج نفسه لإنتاج الطاقة الشمسية بسعة 150 ميغاواط بإقليم دائرة توقرت، بمدّة تنفيذ تصل -أيضًا- إلى 14 شهرًا .
وفي ولاية أولاد جلال، وضعت الجزائر حجر أساس ثالث محطة طاقة شمسية بقدرة 80 ميغاواط، وتنفّذها المجموعة الصينية “سي دبليو إي ” (CWE-HXCC-YRED) ، بمدّة متوقعة تصل إلى 10 أشهر .
_ الهيدروجين الأخضر .. رهان لا يتوقف
كما تستهدف الجزائر عبر الممر الجنوبي نقل نحو 4 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا إلى أوروبا، إذ من المقرر له أن يربط بين الجزائر وألمانيا، عبر إيطاليا والنمسا .
وفي عام 2024، وقّعت شركة سوناطراك، مذكرة تفاهم مع شركات إيطالية وألمانية ونمساوية لبدء دراسات جدوى لمشروع ممر الهيدروجين “الممر الجنوبي لنقل الهيدروجين ” (SoutH2 Corridor).
كما أبرمت سوناطراك مذكرة تفاهم مع شركة “سيبسا” الإسبانية، تضمنت إعداد دراسة جدوى مشتركة لتطوير مشروع متكامل لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته في الجزائر، عبر بناء محطة للتحليل الكهربائي بقدرة ما بين 50 و200 ميغاواط .
وتشتمل مذكرة التفاهم بناء محطة لإنتاج الميثانول الأخضر والأمونيا الخضراء، مع إنشاء مرافق تخزين ونقل الميثانول والأمونيا .
ويشار إلى أن قطاع الطاقة في الجزائر أعلن -حتى الآن- 4 مشروعات لإنتاج الهيدروجين، تتوزع ما بين مشروعين في إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، ومشروعين لإنتاج الهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء .
_ الغاز الصخري .. ثروة لا تنفذ
وحقّق قطاع الطاقة في الجزائر 8 اكتشافات نفطية وغازية في النصف الأول من 2024، وتقع في مكامن شار وجنوب عين صالح وشمال جانت وجنوب إليزي وشمال ورقلة .
وفي الوقت ذاته، وقّعت الجزائر اتفاقية مع شركة “إكسون موبيل” الأمريكية لدراسة الفرص المتاحة لتطوير موارد النفط والغاز في كل من حوض أهنات وحوض قورارة، وهو ما يسمح باستغلال نحو 60 تريليون قدم مكعبة من الغاز الصخري القابل للاستخراج .
ويشار إلى أنّ احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر بحوض أهنات أو أهنيت تعود إلى العصر السيلوري، وتُقدَّر بنحو 256 تريليون قدم مكعبة، منها 51 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج تقنيًا، بالإضافة إلى كمية أخرى تعود للعصر الديفوني، وتُقدَّر بـ50 تريليون قدم مكعبة، منها 9 تريليونات قدم مكعبة قابلة للاستخراج .
وبهدف مواجهة تعرُّض أحد أكبر حقول الغاز للنضوب، وقّعت شركة سوناطراك عقدًا مع الشركة الصينية للهندسة النفطية تضمنت تنفيذ وحدات جديدة لتعزيز حقل الغاز “الرار”، الواقع في حوض إليزي، لزيادة الإنتاج بمعدل 10 ملايين متر مكعب يوميًا .