آخر الأخبار

سياسة التعليم بفرنسا: تناقضات تؤثر على الطلاب الدوليين

شارك الخبر

في ظل ادعاءات فرنسا بأنها وجهة دراسية عالمية، يواجه الطلاب الدوليون واقعًا مريرًا يكشف عن التناقضات الصارخة في السياسة التعليمية والهجرية. فبينما تتفاخر الحكومة الفرنسية بجاذبية نظامها التعليمي، يتم تهميش هؤلاء الطلاب، الذين يُعتبرون أحيانًا “مواهب مستقبلية”، ويُنظر إليهم في أحيان أخرى على أنهم مهاجرون غير مرغوب فيهم.

تتجلى هذه التناقضات التي فضحها مقال ناري، نشره الموقع الاسترالي The Conversation (هو موقع إعلامي غير ربحي تأسس في أستراليا عام 2011)، في زيادة الرسوم الدراسية بشكل مجحف، وعمليات الحصول على التأشيرات المعقدة، فضلاً عن التمييز الذي يواجهونه في سوق العمل والسكن. إن هذه السياسات القاسية تفضح فشل فرنسا في توفير بيئة تعليمية عادلة وشاملة، مما يهدد مستقبل هؤلاء الطلاب ويُظهر الوجه الحقيقي لطموحاتها الزائفة.

“مرحبًا بكم في فرنسا”.. نصف مليون طالب دولي في 2027!

منذ عام 2019، أطلقت الحكومة الفرنسية خطة “مرحبًا بكم في فرنسا” بهدف جذب 500 ألف طالب دولي بحلول عام 2027. لكن هذه الخطة واجهت انتقادات شديدة بسبب زيادة رسوم التعليم للطلاب غير الأوروبيين، والتي تبلغ حتى 15 ضعفًا مقارنة بالطلاب المحليين. يُروج لهذا الإجراء كوسيلة لجذب “أفضل” الطلاب، رغم أنه ينظر إليه كخطوة تمييزية تعزز من الشعور بالإقصاء..

فرنسا واستغلال الطلاب الجزائريين!

تستغل فرنسا الطلاب الجزائريين بشكل فاضح، حيث يتدفق سنويًا بين 20 إلى 30 ألف طالب للدراسة في جامعاتها ومعاهدها وهم يمثلون السواد الأعظم من عدد الطلاب الدوليين. بينما تجني البلاد 5 مليارات يورو من وجود هؤلاء الطلاب، بحسب ما كشفته campus France، لا تتجاوز نفقاتها العامة لاستيعابهم 3.7 مليار يورو، مما يكشف عن فضيحة ربح صافٍ يصل إلى 1.3 مليار يورو. يُجبر 48% من الطلاب على العمل أثناء دراستهم، مما يعكس استغلالهم الفاضح في سوق العمل الفرنسي. هؤلاء الطلاب ليسوا مجرد أرقام أو إحصاءات، بل ضحايا لنظام تعليمي يحقق أرباحًا طائلة على حساب آمالهم وطموحاتهم.

فرنسا والكيل بمكيالين مع الطلاب!

تتعامل السياسة الفرنسية تشرح الصحيفة ذاتها، مع الطلاب الدوليين بتناقض واضح؛ ففي حين يُعتبرون مواهب مستقبلية يحتاجها الاقتصاد، فإنهم في الوقت نفسه يتعرضون للشكوك والمراقبة بسبب سياسات الهجرة الصارمة. هذه السياسات، التي تضع الطلاب تحت ضغط دائم، تشمل إجراءات معقدة للحصول على تأشيرات الإقامة، مما يؤدي إلى تأخير وصولهم إلى الجامعات.

تأثير السياسة الفرنسية الصعبة على الطلاب!

تظهر الدراسات أن الطلاب الدوليين يعانون من صعوبات كبيرة تتعلق بالإدارة والتأشيرات. غالبًا ما تُمنح تأشيراتهم متأخرة، مما يمنعهم من المشاركة في الفصول الدراسية والمناسبات المهمة، ويزيد من شعورهم بالعزلة. علاوة على ذلك، فإن عملية تجديد تصاريح الإقامة تُعتبر مرهقة، مما يضيف عبئًا إضافيًا على هؤلاء الطلاب، الذين يجب عليهم التركيز على دراستهم.

تحديات السكن والعمالة.. استنزاف جهود الطلبة!

يواجه الطلاب الدوليون أيضًا صعوبات في العثور على سكن مناسب، حيث تُستبعد العديد من الخيارات المتاحة للطلاب المحليين. عادة ما يتجهون نحو سوق الإيجارات الخاصة، حيث يواجهون تمييزًا بسبب وضعهم القانوني. بالإضافة إلى ذلك، يُضطر العديد منهم للعمل لسد احتياجاتهم المالية، مما يؤدي إلى استنزاف طاقتهم ووقتهم.

وهكذا تتكشف تناقضات فرنسا في السياسات التعليمية والهجرية بشكل فاضح. حيث تُشجع الطلاب الدوليين على القدوم، عبر منح دراسية ذات عناوين مغرية جذابة، ثم تُلقي بهم في فخ البيروقراطية المعقدة، مما يجعلها تبدو كوجهة خادعة لا تُبدي أدنى اهتمام برفاهية الطلاب أو نجاحهم.

@ آلاء.ع
الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا