أكدت افتتاحية مجلة الجيش، في عددها 736 الذي خصص لنوفمبر المجيد تحت عنوان على خطى الأبطال، أن الجزائر تسير بخطى ثابتة على درب التطور والازدهار نحو آفاق واعدة، مبرزة أن محطة أول نوفمبر طبعت الإنسانية بمثلها العليا ومبادئها السامية.
وجاء في افتتاحة مجلة الجيش “حبا الله بلادنا بأيام خالدة مجيدةٍ، زاخرة بمحطات وأحداث فارقة، دُوِّنت في صفحات التاريخ الحديث بأحرف من ذهب، على غرار ثورة أول نوفمبر المجيدة التي طبعت الإنسانية بمُثلها العليا ومبادئها السامية، والتي نحتفي هذا الشهر بالذكرى السبعين لاندلاعها، هذه الثورة العظيمة التي فجرها ثلة من شباب الجزائر البررة، الذين أيقنوا من الوهلة الأولى أن النصر سيكون لامـحالة حليفهم، وهو ما تحقق بعدما ارتوى كل شبر من أرضنا الطاهرة بدماء قوافل من الشهداء، الذين صنعوا بحق ملاحم بطولية في ثورة تعتبر من أعظم ثورات التحرير، إن لم تكن أعظمها على الإطلاق”.
وأضافت مجلة الجيش “لقد خاض شعبنا في جبالنا الشاهقة وصحرائنا الشاسعة وقُرانا ومدننا طيلة سبع سنوات ونيف، كفاحا مسلحا مريرا، ضد أعتى قوة استعمارية وقتذاك، ولم يكن لترعبه الآلة العسكرية الاستعمارية ولا القمع الهمجي والتعذيب الممنهج، ولم تكن لسياسية الأرض المحروقة والقتل الجماعي واستعمال الأسلحة المحرمة دوليا وعدم تكافؤ موازين القوى لتحول دون تجسيد مراده في استعادة السيادة الوطنية، الذي جعله شعبنا الهدف الأسمى والغاية الوحيدة”.
وتابعت “إننا ونحن نحتفي بهذه المناسبة الخالدة، بقدر ما نستحضر بكل فخر واعتزاز، وبخالص العرفان، البطولات العظيمة والتضحيات الجسام التي قدمها شعبنا الأبي في مواجهة قوى الظلم والطغيان، في أبلغ صور تشبُّثه بأرضه ودفاعه المستميت عن وجوده كأمة جزائرية ضاربة جذورها في هذه الأرض الطيبة، نجدد عزمنا والتزامنا بالسير على خطى أسلافنا الميامين وصون وديعتهم الغالية التي لا تقدر بثمن”.
وأكدت الافتتاحية أن الجزائر تسير بخطى ثابتة على درب التطور والازدهار نحو آفاق واعدة، مضيفة أنها أصبحت الطريق معبدة لرفع كل التحديات الراهنة والمستقبلية في مـختلف المجالات، وتعزيز رصيد المكاسب، للمضي بالجزائر قُدُما نحو النهضة والنماء في كنف الأمن والاستقرار.
وفي هذا السياق، تضيف المجلة، أن الجزائر تواصل بكل عزيمة وإصرار استكمال مشاريع إستراتيجية كبرى في مجالات متعددة، أهمها تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وتعزيز المشاريع الاستثمارية والمؤسسات الناشئة التي ستتيح خلق مئات الآلاف من مناصب الشغل لفائدة شبابنا، فضلا عن الحفاظ على نفس وتيرة النمو المحققة والرفع من قيمة الصادرات خارج المحروقات، مع تركيز الاهتمام على ملف السكن بمختلف صيغه، إلى جانب الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين وطي ملف مناطق الظل، وكذا تعزيز الفلاحة وإعطاء الصناعة الوطنية المكانة التي تستحق ضمن الاقتصاد الوطني، بما في ذلك الصناعة العسكرية التي يتم تطويرها، لتلبية احتياجاتنا الوطنية والتوجه للتصدير في مرحلة قادمة.
وأكدت المجلة أنها تفتخر ما بلغه سليله الجيش الوطني الشعبي اليوم، من تطور واحترافية، تتجلى من خلال النتائج المعتبرة التي يحققها وهو ينفذ مهامه على جميع المستويات، سواء في مجال التكوين أو التجهيز أو التحضير القتالي، ولا سيما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وحماية حدودنا الوطنية.
وتطرقت الافتتاحية إلى حديث الفريق أول السعيد شنڤريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الذي قال ”إن المحطات التاريخية الخالدة لبلادنا إذ تذكرنا على الدوام بتضحيات أسلافنا في جيش التحرير الوطني، الذي تحمل وأوفى تماما بمسؤولية استرجاع استقلال الجزائر وسيادتها الوطنية من براثن المستعمر الغاشم، فإنها تؤشر على حجم مسؤولية الجيش الوطني الشعبي حيال المحافظة على هذا المكسب الغالي والعض عليه بالنواجد.. لقد استطاع جيشنا العتيد، بالفعل وليس بالقول، أن يفي بقسمه المقطوع وأن يبرهن بأنه سليل حقيقي وراشد لأسلافه، وما النتائج المحققة في السنوات القليلة الماضية، في كافة المجالات، إلا دليلا على الوعي بالتاريخ الوطني والاستشراف الصائب لآفاق المستقبل ومتطلباته الملحة في مجالي الدفاع والأمن الوطنيين”.
وأضافت المجلة أن الجزائر تشق طريقها نحو مستقبل مشرق، تستوقفنا هذه الذكرى الغالية لنستلهم منها الدروس والعبر، ولنستمد منها قوتنا ونحن نَحثُّ الخُطى على نهج الجزائر السيّدة والمنتصرة، المدافعة عن القضايا العادلة في العالم والشعوب المقهورة، وعلى رأسها الشعبين الفلسطيني والصحراوي الشقيقين.