آخر الأخبار

الجزائر تقول كل شيء بمجلس الأمن

شارك الخبر

_ كلمة قوية لوزير الخارجية أحمد عطاف خلال جلسة لـ مجلس الأمن حول الوضع في فلسطين انعقدت بطلب من الجزائر 

الجزائر الآن _ وزير الخارجية أحمد عطاف خلال كلمته في جلسة لـمجلس الأمن حول الوضع في فلسطين انعقدت بطلب من مسؤولية مجلس الأمن أمام هَوْلِ الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين وبقية شعوبِ ودولِ المنطقة لا تَقْبَلُ التبرير لعدم الالتزام بها تحت أي ظرفٍ من الظروف، ولا تَقْبَلُ التملص منها تحت أي ذريعة من الذرائع هذه المسؤولية لا تتقادم ولا تسقط.

وزير الخارجية عطاف أوضح أن مجلس الأمن التأم عشراتِ المرات منذ بدء العــدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، وقد أسفرت هذه الاجتماعات بعد طُولِ مُداولاتِها وَتَعَسُّرِ مُفاوضاتِها إلى اعتمادِ قَرَارَيْنِ وَحِيدَيْنِ يُطالبان بوقف إطلاق النار في هذه الأرض الفلسطينية الجريحة.

كما أشار عطاف أن القراران لم يُعِرْ لهُما الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني أي اعتبار ولا أدنى تقدير ولا أَقَلَّ احتِرَامْ، بل على العكس من ذلك تماماً، رَاحَ يُمْعِنُ في جـــرائِمه الشنعاء وانتهاكاتِه الصارخة وممارساتِه اللاإنسانية، دُونَ أن يَلْقَى أي ردعٍ حاسم، أو أي إدانةٍ صريحة، أو حتى أَبْسَطِ لومٍ أو انتقادٍ من لدن مجلِسِنا هذا.

ذات المتحدث قال اليوم نقف على التداعيات الكارثية الناتجة عن إطلاقِ العَنَانِ للاحـــتلال الإسرائيلي والتساهلِ مع ممارساته الإجرامية وصرفِ الأنظار عن مُخططاتِه التوسعية والتدميرية والتخريبية.

و أردف عطاف في ذات السياق بَعْدَ أن كُنَّا نَرْقُبُ تطوراتِ حرب الإبـــادة في النطاق المحدود لقطاع غزة، أصبحنا لا ندري أين نُوَجِّهَ اهتِمامَنا في المرحلة الراهنة، بين امتداد هذه الحرب إلى الضفة الغربية، وبين التصعيد الإسرائيلي في المنطقة بأكملها: من اليمن  إلى سوريا  إلى إيران وصولاً إلى لبنان أين ارتفعت جرائم الاحـ.ـتلال منازِلَ ودرجاتْ.

مَا تَمَّ اقترافُهُ من جرائمَ في غـ.ـزة منذ عام، وفي لبنان راهناً، يَصْعُبُ نَعْتُهُ دبلوماسياً أو سياسياً أو قانونياً. فهمجيةُ هذه الجــ.ـرائم وصلت إلى حدود ما هو لا حضاري، ولا أخلاقي، ولا إنساني.

ممثل الديبلوماسية الجزائرية قال أن مجلسُ الأمن الدُّنيا أقام وأقعدَها في مواقفَ سابقة لا ترقى أن تُشكل قَطْرَةً من بحر الانتهاكات الإسرائيلية لكافة الأعراف والمواثيق الدولية. ولقد لَجَأَ إلى الفصل السابع من الميثاق لفرض الحظر والعقوبات في حالاتٍ أَقَلُّ بكثير مِمَّا يحدثُ في غزة وفي لبنان وفي سائر الجوار الفلسطيني فَداحةً وخُطورةً وجَسامة
كما قال ذات المصدر أن مجلس الأمن وَرَاءَ تَحريكِ الهيئاتِ القضائيةِ الدولية وتَأْلِيبِها في مَواضِعَ لا تُقارَنُ البتة مع هَوْلِ وهمجيةِ ما شَهِدناه ولا نزالُ نَشْهَدُهُ من جَرَائِمِ الاحــ.ـتلال الإسرائيلي.

وتسائل عطاف إلى متى يبقى الاحــتلال الإسرائيلي الاستيطاني يحظى بنظامٍ خاص من اللامساءلة واللامحاسبة واللامعاقبة، نظامٌ ينطبقُ عليه دون سواه؟
إلى متى يبقى هذا الاحـ.ـتلال مُحَرَّرَ اليدين وَمُطْلَقَ السَّرَاحْ يُمْعِنُ في الإجــرام مِثلما يشاء، ويدوسُ الشرعيةَ الدولية أينما شاء، ويَعْبَثُ بأمنِ واستقرار المنطقة كيفما شاء، دون أن يَتَحَمَّلَ أو يُحَمَّلَ تَبِعَاتِ أفعالِه وعواقبَ ممارساته؟
إلى متى يبقى هذا الاحتــلال يتمادى في طغيانه وتسلطه وكأنه يملكُ بِيَدَيْه مصيرَ ومستقبلَ الفلسطينيين، بل مصيرَ ومستقبلَ المنطقة برمتها، دون أن يتم وضعُ حدٍّ لهذا التجبر ولهذا الغرور؟

عطاف قال إننا نعتقدُ جازمينَ ومُخلصين أَنَّ الإبقاءَ على وضعٍ كهذا يعني الرهانَ على الأسوأ، الرهانَ على تشجيعِ وترسيخِ هيمنةِ المحتلِّ، والرهانَ على تكريسِ واقع الاحـ.ـتلال والتوسع بالقوة، والرهانَ على تعبيد الطريق واسعاً أمام المخطط الإسرائيلي الذي سيدفع لامحالة بالفلسطينيين وبجميع دول المنطقة نحو مصيرٍ لا يَصْعُبُ البتة التنبأُ بِمآلاتِه وتداعياته الكارثية على الجميع.

خُطورةَ هذه التطورات لا تَدَعُ أَيَّ مجالٍ لتماطلِ أو تقاعسِ مجلس الأمن في العمل على إعلاء المسؤوليةِ الملقاةِ على عاتِقِهِ. فَالفَلَسْطِينِيُونْ، وَمعَهُمْ اللُّبْنَانِيُّونْ وكافة دُوَلِ وَشُعُوبِ المنطقة، لا يَطْلُبُونَ المُستحيلَ أو المُحالْ.

وزير الخارجية قال مجلس الأمن مطالب بالتحرك لوقفِ ما يَطالُهم من تقتيلٍ وتنكيلٍ وخرابٍ وتدمير، وإنهم يَطْلُبُونَ تحركَ مجلسِنا هذا لفرضِ احترامِ مَا اعتمدَهُ من قراراتٍ مُلزمة، وإنهم يَطْلُبُونَ تحركَ مجلسِنا هذا لتغليبِ ما يقره القانون الدولي من قواعد وضوابط وأحكام يتساوى الجميعُ في وَاجِبِ احترامِها والامتثالِ والاحتكامِ إليها.

عطاف أوضح في كلمات أن قَنَاعَتُنا تبقى راسخة مِنْ أَنَّ تمادي الاحتلال الإسرائيلي في إِجْهَازِهِ على القضية الفلسطينية، لَنْ يَزِيدَ هذه القضيةَ إلا تَوَهُّجاً وَبُروزاً كأعدلِ قضيةٍ على وجه المعمورة

شارك الخبر

إقرأ أيضا