على بعد 25 كلم غرب مدينة درعا جنوب سوريا تقع قرية جلين التي يقطنها سوريون من أصول أفريقية.
وصل أجداد سكان البلدة -التي يتجاوز عدد سكانها زهاء 7 آلاف نسمة- إلى هذه المنطقة واستقروا فيها في عام 1813 عن طريق قوافل الحج، وجاء بعضهم جنودا في حملة إبراهيم باشا الذي أرسله والده والي مصر حينها محمد باشا في حملة عسكرية على سوريا بين عامي 1831 و1833 إبان الحكم العثماني.
وقد زارت منصة سوريا الآن القرية التي قال بعض سكانها الشباب إنهم يحملون التقاليد والعادات الحورانية نسبة إلى محافظة درعا في سهل حوران، في حين أشار بعض كبار السن إلى أنهم خليط بين العادات والتقاليد الحورانية والأفريقية وخاصة السودانية، خاصة في الطعام حيث يأكلون المليحي وهي أكلة تقليدية في حوران وأيضا يتناولون العصيدة السودانية التي تتكون من طحين من بامية ولحم.
ينقسم أهل القرية في العمل إلى قسمين: قسم يعمل في ديكورات "القصيب" وهي عمل ديكورات يدوية من القصب الذي يجلبونه من الوادي في المنطقة، وقسم آخر يعمل في الزراعة وخاصة شجر الرمان.
يشار إلى أن أحد العوامل التي ساعدت الناس ذوي الأصول الأفريقية على الاستقرار في هذه المنطقة، التربة الخصبة جدا، حيث إن قرية جلين والمناطق المجاورة لها كلها زراعية وخضراء.
ويشكل السكان الأفارقة في جنوب سوريا جزءا من الفسيفساء السورية التي تضم العرب والأكراد والتركمان والشركس وغيرها من القوميات التي استقرت في سوريا على مدى قرون.
المصدر:
الجزيرة