آخر الأخبار

كاتبة إسبانية: توتر جديد يهدد بإشعال الحرب بشرق آسيا

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

كشف تقرير نشرته صحيفة إلباييس الإسبانية للكاتبة إنما بونيت عن تصاعد التوتر بين الصين واليابان بسبب تصريحات يابانية حول التدخل العسكري في حال وقوع هجوم صيني على تايوان ، مما أدى إلى مناورات صينية بالذخيرة الحية وتحذيرات متبادلة رفعت من حدة التوتر الدبلوماسي بين البلدين.

وقالت الكاتبة إن العلاقة بين الصين واليابان دخلت مرحلتها الأكثر هشاشة منذ سنوات، إذ جاءت تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي بشأن إمكانية التدخل العسكري المشترك مع واشنطن في حال وقوع عدوان صيني على تايوان بمثابة شرارة أشعلت التصعيد الجديد.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 ميزانية دفاع قياسية باليابان ورهان كبير على المسيّرات
* list 2 of 2 صادرات اليابان تعاود الصعود مدعومة من الطلب الصيني end of list

فإثر ذلك التصريح، قفز التوتر من المستوى اللفظي إلى الميدان العسكري خلال أسبوع واحد فقط، إذ فرضت بكين حظرا مؤقتا على الملاحة في جزء من البحر الأصفر لتنفيذ مناورات بالذخيرة الحية وسط الأسبوع.

علاقة معقدة

ورغم أن منطقة المناورات تبعد مسافة كبيرة عن اليابان، فإن توقيتها المتزامن مع احتدام الأزمة الدبلوماسية يُضفي طبقة إضافية من التأزم على العلاقة الثنائية المعقدة أصلا.

أما السبب المباشر لاندلاع هذه المواجهة فيعود إلى السابع من الشهر الجاري، عندما صرحت تاكايتشي أمام البرلمان الياباني بأن استخدام الصين للقوة العسكرية في مضيق تايوان يمكن أن يصنف على أنه "وضع يهدد بقاء اليابان".

وأكدت الكاتبة أن هذا السيناريو سيخوّل قوات الدفاع الذاتي اليابانية التدخل ضمن إطار الدفاع الجماعي مع الولايات المتحدة، وهو تعليق يمثل تخلّيا واضحا عن "إستراتيجية الغموض" التي التزمت بها طوكيو وواشنطن أيضا لسنوات حول كيفية الرد على أي تحرك عسكري صيني في المنطقة.

وأوضحت الكاتبة أن رد الفعل كان فوريا وعاصفا على الصعيد الشعبي، فقد اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي الصينية غضبا، واتهمت اليابان صراحة "بإثارة الفوضى".

اندلعت الأزمة الجديدة بين الصين واليابان بعدما صرحت تاكايتشي أمام البرلمان الياباني بأن استخدام الصين للقوة العسكرية في مضيق تايوان يمكن أن يصنف على أنه "وضع يهدد بقاء اليابان".

غضب صيني

وتفاقم الخلاف بشكل صادم عندما نشر القنصل الصيني في أوساكا رسالة تحريضية تدعو إلى "قطع رأس" تاكايتشي ثم قام بحذفها لاحقا، مما دفع طوكيو إلى المطالبة باعتذار رسمي.

إعلان

وفي 10 من الشهر الجاري صعّد متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية من لهجته، موجها انتقادا لاذعا لكلمات تاكايتشي، ووصفها بأنها "تدخل سافر في الشؤون الداخلية للصين".

ورغم محاولة تاكايتشي تهدئة الموقف في اليوم ذاته بتأكيدها أن تصريحاتها كانت "افتراضية"، فإن التوتر استمر بالاحتدام طوال الأسبوع، إذ ربطت وسائل الإعلام الصينية تعليقاتها "بعودة ظهور العسكرة اليابانية".

وبلغ الغضب الرسمي الصيني ذروته يوم الخميس، وفقا للكاتبة، عندما استدعى نائب وزير الخارجية، سون ويدونغ، السفير الياباني في بكين، كينجي كاناسوغي، ليعرب له عن استيائه ورفضه العميقين لكلمات تاكايتشي التي وُصفت بأنها "خاطئة للغاية" و"خطيرة جدا"، مؤكدا أنها "جرحت مشاعر الشعب الصيني بعمق".

تحركات

وأشارت الكاتبة إلى أن الصراع الدبلوماسي قد امتد فعليا إلى المجال المدني، ففي يوم الجمعة طلبت وزارة الخارجية الصينية من مواطنيها تجنب السفر إلى اليابان، مبررة ذلك "بتدهور البيئة الأمنية".

وتكتسب هذه الخطوة أهميتها من كون الصين المصدر الرئيسي للسياح لبلد الشمس المشرقة؛ فقد سجلت إحصائيات وزارة السياحة اليابانية 7.48 ملايين رحلة للمسافرين الصينيين بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول الماضيين، بزيادة 42% عن الفترة المماثلة من العام الماضي.

وفي المقابل، طالبت طوكيو بكين باتخاذ "إجراءات مناسبة" لكبح جماح التصعيد.

وأكد المتحدث باسم الحكومة مينورو كيهارا ضرورة الإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة رغم تباين مواقف البلدين.

وتشدد اليابان على أن استقرار مضيق تايوان "ضرورة حتمية لأمنها القومي"، فالجزيرة لا تبعد سوى 107 كيلومترات عن أراضيها، وذلك يجعل أي صراع هناك يهدد بتوريط طوكيو في استجابة عسكرية منسقة مع واشنطن.

وأفادت الكاتبة بأن هذه الأزمة اندلعت بعد مدة وجيزة من عقد تاكايتشي ونظيرها الصيني، شي جين بينغ ، أول اجتماع مباشر بينهما على هامش قمة "آبيك"، حيث حثها شي حينها على احترام الاتفاقيات المتعلقة بالقضايا التاريخية وتايوان لتجنب تقويض أسس العلاقة الثنائية.

وعلى الرغم من الشراكة التجارية الكبيرة بين الصين واليابان، فإن روابطهما غالبا ما تُختبر بفعل عدم الثقة التاريخية، والنزاعات الإقليمية، والتحالف المتين بين طوكيو وواشنطن.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا