آخر الأخبار

لوتان: لماذا لا تتحدثون عن السودان؟

شارك

قالت صحيفة لوتان، مستدلة ب الحرب الأهلية السودانية، إن أزمة وسائل الإعلام، ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، سوف تحوّل النزاعات التي لا تؤثر مباشرة في المجتمعات الغربية تدريجيا، إلى نزاعات غير مرئية.

وتساءلت الصحيفة -في تقرير بقلم فريديريك كولير- لماذا لا تتحدثون عن السودان أو اليمن أو أفغانستان؟ وقالت إن هذا السؤال يتكرر كثيرا في غرف التحرير، ويكون الرد الأول عليه بالإنكار "لكننا نتحدث عنها أيضا.. قليلا".

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 تهديد خفي يطال سلامة الطيران العالمي.. من يعبث بإشارات الجي بي إس؟
* list 2 of 2 رؤوس خنازير أمام مساجد.. ميديا بارت: أول محاكمة بباريس ضد تخريب روسي end of list

ويرى الكاتب أن الحروب في مناطق مثل السودان واليمن وأفغانستان أصبحت شبه غائبة عن التغطية الإعلامية العالمية رغم فظاعتها، بسبب أزمة الموارد في وسائل الإعلام وتراجع الاهتمام السياسي الدولي بكل ما لا يمس المجتمعات الغربية مباشرة.

مصدر الصورة نساء وأطفال ينتظرون خارج عيادة منظمة "أطباء بلا حدود" في مخيم زمزم (أطباء بلا حدود)

ويوضح كولير أن الرؤية الجيوسياسية الأوروبية باتت تتركز على 3 قضايا فقط، هي مستقبل الديمقراطية في الولايات المتحدة، والتهديد الروسي للقارة الأوروبية، والوضع في غزة، لأنها ترتبط بشكل مباشر بحياة الأوروبيين.

حرب متجاهلة

وأشار الكاتب إلى أن هذا التمركز حول الذات ليس حكرا على الأوروبيين، إذ لا يثير السودان اهتمام الآسيويين ولا الأميركيين كذلك، مع أن الحرب الأهلية فيه من بين أكثر الحروب دموية.

واستغرب الكاتب ألا تثير هذه الحرب أي اهتمام لدى الأمم المتحدة، وقال باتريك يوسف، مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أفريقيا إن "هذه ليست حربا منسية، بل إنها حرب متجاهلة"، وأضاف "نحن نركز على أوكرانيا و الشرق الأوسط ، لكن لا تنسوا أن ما يجري في السودان قد يزعزع استقرار كامل منطقة القرن الأفريقي ".

وذكر الكاتب بأعداد القتلى، التي نشرها تقرير الأمم المتحدة، والتي تستمر في التصاعد بسبب القتال الدائر بين الجيش السوداني النظامي و قوات الدعم السريع شبه العسكرية، وقال إن معدي التقرير يقدرون أن العدد الحقيقي للضحايا "قد يكون أعلى بكثير مما أوردوه".

الرؤية الجيوسياسية الأوروبية باتت تتركز على 3 قضايا فقط، هي مستقبل الديمقراطية في الولايات المتحدة، والتهديد الروسي للقارة الأوروبية، والوضع في غزة، لأنها ترتبط بشكل مباشر بحياة الأوروبيين.

ويصف التقرير النزاع السوداني بأنه "أكبر أزمة إنسانية في العالم"، حيث يهدد الجوع والأوبئة ملايين الأشخاص، ووصفت لي فونغ، ممثلة المفوضية السامية لحقوق الإنسان ما رأته بأنه تزايد الطابع العرقي للنزاع، وكثرة الإعدامات الميدانية ضد المدنيين، واستخدام العنف الجنسي كسلاح حرب.

ونبه الكاتب إلى أن وكالات الأمم المتحدة تؤدي عملها، ولكنها تفتقر إلى الموارد، في ظل الأزمة المالية التي تضرب النظام الدولي، وقال يوسف إن "أسوأ كوابيسي أن ينتشر وباء الكوليرا بشكل أوسع في الخرطوم، حيث تتوقع الأمم المتحدة عودة مليوني شخص بحلول نهاية العام".

إعلان

وختمت الصحيفة بالتنبيه إلى أن أزمة التمويل العالمية لا تهدد الإعلام فحسب، بل تمتد إلى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية نفسها، التي تستعد لتسريحات واسعة عام 2026، مما ينذر بمزيد من الصمت الدولي تجاه المآسي التي لا تمس مصالح القوى الكبرى مباشرة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا