آخر الأخبار

قتلى وعشرات الجرحى في غارات إسرائيلية على غزة، والجيش يقول إن "تهديدات" حماس تمثل "خرقاً فاضحاً" لاتفاق وقف إطلاق النار

شارك
مصدر الصورة

قال شهود عيان لبي بي سي إن انفجارات عنيفة سُمعت صباح الأحد في شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ترافقت مع أصوات إطلاق نار كثيف يُعتقد أنها ناجمة عن قصف جوي ومدفعي إسرائيلي، إضافة إلى اشتباكات مباشرة بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين يُرجح انتماؤهم لحركة حماس.

وأفاد مسؤول عسكري إسرائيلي لوكالة فرانس برس الأحد بأن مقاتلي حماس شنوا عدة هجمات ضد القوات الإسرائيلية في غزة، ما أسفر عن خرق وقف إطلاق النار في القطاع.

وقال المسؤول "شنّت منظمة حماس الإرهابية عدة هجمات ضد القوات الإسرائيلية خارج الخط الأصفر"، في إشارة إلى الحدود التي ينتشر خلفها الجيش الإسرائيلي بموجب الاتفاق.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية بأن مقاتلين من حماس فجروا عبوة ناسفة في آلية عسكرية إسرائيلية، ردّ عليها الجيش الإسرائيلي بقصف مواقع في المنطقة وسط تبادل نيران مكثّف.

ولم يصدر تعليق رسمي من الجيش حتى الآن عن سقوط قتلى أو جرحى.

وبحسب القناة 12 الإسرائيلية فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد غادر جلسة الحكومة لإجراء مشاورات أمنية، بالتزامن مع دعوات يمارسها وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لإصدار أوامر للجيش باستئناف القتال في قطاع غزة "بكامل قوته".

يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن انتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية بهدف إنهاء الحرب في القطاع.

وفي وقت سابق، دعت الحركة الإدارة الأمريكية إلى "التوقّف عن ترديد رواية الاحتلال المضلِّلة" بعد أن أعلنت الولايات المتحدة حصولها على "تقارير موثوقة" تفيد بأن حركة حماس قد تنتهك الاتفاق.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، إن الحركة ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار الحالي في قطاع غزة، مشدداً على أن إسرائيل هي من تواصل "خرق الاتفاق واختلاق الذرائع الواهية لتبرير جرائمها"، على حد تعبيره.

وأضاف الرشق في تصريح صحفي مقتضب بالقول إن "محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التنصل والتنكر من التزاماته تأتي تحت ضغط ائتلافه "الإرهابي المتطرف، في محاولة للهروب من مسؤولياته أمام الوسطاء والضامنين"، بحسب نص التصريح.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قالت في بيان إن "الولايات المتحدة تتابع عن كثب التطورات على الأرض"، مضيفة: "في حال مضت حماس قدماً في هذا الهجوم، فسيتم اتخاذ إجراءات لحماية سكان غزة والحفاظ على سلامة وقف إطلاق النار".

و صرّحت الحركة في بيان سابق أن "الوقائع على الأرض تكشف تورط سلطات الاحتلال الإسرائيلي في دعم وتشكيل عصابات إجرامية ارتكبت جرائم قتل وخطف وسرقة مساعدات، إضافة إلى عمليات سطو استهدفت المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم".

وأكدت أن "الاحتلال... اعترف علناً بضلوعه في هذه الأعمال من خلال وسائل الإعلام والمقاطع المصوّرة... ما يثبت سعيه المنهجي لنشر الفوضى وتهديد الأمن والاستقرار في قطاع غزة".

"معبر رفع سيبقى مغلقاً"

ترفض إسرائيل إعادة فتح معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، مؤكدةً أنه "سيبقى مغلقاً حتى إشعار آخر، وأن إعادة فتحه ستعتمد على تسليم حركة حماس جثث بقية الرهائن المتوفين"، بقرار أصدره السبت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

هذا القرار جاء بعد إعلان السفارة الفلسطينية في القاهرة إعادة فتح المعبر اعتباراً من يوم الاثنين "لتمكين المواطنين الفلسطينيين المقيمين في جمهورية مصر العربية والراغبين بالعودة إلى قطاع غزة من السفر".

من جانبها، اعتبرت حماس قرار نتنياهو "خرقاً فاضحاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار وتنكراً للالتزامات التي تعهد بها أمام الوسطاء والجهات الضامنة".

وأضافت في بيان لها أن "استمرار إغلاق معبر رفح ومنع خروج الجرحى والمرضى وحركة المواطنين في الاتجاهين ومنع إدخال المعدات الخاصة اللازمة في عمليات البحث عن المفقودين تحت الأنقاض ومنع دخول التجهيزات والفرق المختصة بفحص الجثث والتأكد من هويتها سيؤدي إلى تأخير عمليات انتشال وتسليم الجثث".

وأعلنت إسرائيل مساء السبت أنها تسلمت جثتي اثنين من الرهائن من الصليب الأحمر في غزة، مما يعني تسلمها 13 جثة من أصل 28 بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

واستطاعت السلطات الإسرائيلية الأحد التعرف على جثة أحد الرهينتين، وتعود للرهينة رونين إنغل، البالغ من العمر 54 عاماً.

وأفاد الجيش الإسرائيلي أنه "أبلغ عائلة الرهينة رونين إنغل" بتسلم رفاته، وهو ما أكده مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان.

وبموجب الاتفاق، أفرجت حركة حماس عن جميع الرهائن الإسرائيليين العشرين الأحياء الذين ظلت تحتجزهم لمدة عامين، مقابل إطلاق سراح نحو ألفي سجين ومعتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية.

لكن إسرائيل تقول إن حماس تتباطأ في تسليم جثث الرهائن. فيما تقول الحركة إن العثور على بعض الجثث وسط الدمار الواسع في غزة يحتاج إلى وقت.

ويقضي الاتفاق بأن تعيد إسرائيل 360 جثة لفلسطينيين مقابل رفات الرهائن الإسرائيليين. وسلمت إسرائيل حتى الآن 15 جثة فلسطينية مقابل كل جثة رهينة تسلمتها.

ومعبر رفح مغلق بشكل شبه تام منذ مايو/أيار 2024.

تسيير قوافل "زاد العزة" إلى غزة من بوابة رفح الجنوبية

مصدر الصورة

استأنفت جمعية الهلال الأحمر المصري، الأحد، تسيير قوافل الإغاثة الإنسانية الموجهة إلى قطاع غزة، عبر البوابة الجانبية لمعبر رفح من الجانب المصري باتجاه معبريْ كرم أبو سالم والعوجة، وذلك بعد يومين من التوقف بسبب العطلة الأسبوعية.

وأوضحت الجمعية في منشور عبر منصاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها سيَّرت قافلة جديدة من هذه القوافل التي تحمل اسم "زاد العزة"، تحتوي على نحو 8500 طن من المساعدات الإنسانية، من بينها قرابة 3500 طن من السلال الغذائية والطحين، وأكثر من 2300 طن من المستلزمات الطبية والإغاثية الضرورية التي يحتاجها سكان القطاع.

كما تضمنت القافلة ما يزيد على 2500 طن من المواد البترولية وغاز الطهي المنزلي.

وتُسيِّر السلطات المصرية هذه القوافل منذ يوليو/تموز الماضي، بالاتفاق مع السلطات الاسرائيلية وبوساطة أمريكية.

وذكرت مصادر بالأمم المتحدة، أنه تم إدخال أكثر من 650 شاحنة مساعدات، منذ التوقيع على اتفاق شرم الشيخ لوقف الحرب في قطاع غزة، في وقت سابق من الشهر الجاري.

ووفقاً لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، يُفترض أن تسمح السلطات الإسرائيلية بإدخال نحو 400 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة، بما فيها شاحنات للوقود وغاز الطهي، إلى جانب الشاحنات المخصصة لأغراض تجارية.

ومن المفترض كذلك أن يرتفع عدد هذه الشاحنات إلى نحو 600 شاحنة يومياً، مع المضي قدماً في تنفيذ مراحل الاتفاق المختلفة.

"تعذيب وإعدام ميداني"

قال سامح حمد، مختص الأدلة الجنائية وعضو لجنة الجثامين في وزارة الصحة بغزة، إن الوزارة تمكنت من التعرف على هوية 25 جثة من أصل الجثامين التي تم تسلمها مؤخراً من الصليب الأحمر، مؤكداً أنها تحمل آثاراً واضحة على التعذيب والإعدام الميداني.

وأضاف حمد أن الوزارة تنتظر اليوم الإفراج عن 450 جثماناً لفلسطينيين قُتلوا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، لا تزال محتجزة لدى إسرائيل.

وفي السياق ذاته، كشفت وزارة الصحة، السبت 18 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أن 27 قتيلاً و143 إصابة سُجلوا منذ إعلان وقف إطلاق النار، إلى جانب انتشال 404 جثامين من مناطق الاستهداف التي تعرض لها القطاع خلال الحرب.

وأكد التقرير اليومي للوزارة أن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، وسط عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم، بسبب الدمار الكبير والحصار المفروض.

مصدر الصورة

ووفق التقرير، ارتفعت حصيلة القتلى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 68,116 قتيلاً و170,200 إصابة، بعد إضافة 120 قتيلاً جديداً تم التحقق من بياناتهم من قبل اللجنة القضائية المختصة بملف التبليغات والمفقودين، خلال الفترة من 10 إلى 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

كما أوضحت الوزارة أنها استلمت مؤخراً 15 جثة مجهولة الهوية من الجانب الإسرائيلي، ليصل إجمالي عدد الجثامين التي تسلمتها وزارة الصحة إلى 135 جثة، تم تسليمها على أربع دفعات.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا